غيره من الأدعية المعصوميّة . أو على أنّ لفظه خبرٌ ومعناه النّهي ، أي : لا يزن والحال أنّه مؤمن إذ لا يليق ذلك بحال العقلاء المصدّقين بما يترتّب عليه من العقاب والبلاء ، على حدّ قول العرب : ( لا تضرب زيداً وهو أخوك ) في مقام الإنكار والردع والتلويم . وكيف كان ، فالخبرُ المذكور ظاهرٌ في أنّ ارتكاب الكبائر مع التصديق بالتحريم واستحقاق العقاب والتأثيم غير مخرج عن اسم الإيمان العام ، وإنّما يخرج بالاستحلال والإنكار لأحكام الملك العلَّام . فان قيل : ما ذكرتم يدلّ على اجتماع الفسق والإيمان ، وقد قال تعالى : * ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) * [1] ، لدلالة تغاير الموصوفين على تغاير الوصفين . قلنا : الجواب ، أمّا أوّلًا فلدلالة الأخبار الكثيرة من الخاصّة [2] والعامّة [3] على أنّ المراد فيها بالفاسق الوليد بن عقبة ، وبالمؤمن علي بن أبي طالب عليه السلام . وأمّا ثانياً : فبمنع المنافاة لأنّا لا ندّعي المساواة في الدرجات ، وإنّما نقول بعدم استحقاقه التخليد في النار ذات الدركات لو لم يحصل له قبل دخولها أحدُ المسقطات إمّا العفو من ربّ البريّات وغافر الخطيئات ، أو التوبة المقبولة المطهّرة له من أدناس السيّئات ، أو شفاعة النبيّ صلى الله عليه وآله أو أحد آله الهداة أو غيرهم ممن تُرجى وتُقبل منه الشفاعات . والله العالم وحججه الهداة . الإيراد الأوّل من السائل وردّه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ملهم الصواب وكاشف حجاب الارتياب عن قلوب أولي الألباب ، والصلاةُ والسلامُ على محمّد وآله الأطياب ، قال السائل سلَّمه الله تعالى في الإيراد على جواب مسألة الشفاعة ما لفظه : ( وحيث حصر جنابُ مولانا دامت سلامتُه الشفاعة
[1] السجدة : 18 . [2] تفسير القمي 2 : 170 ، مجمع البيان 8 : 429 . [3] جامع البيان مجلد 15 جزء 21 : 129 ، الكشاف 3 : 514 ، الدر المنثور 5 : 341 .