الجهّال ، واحتياجهم إلى هديه وهداه على كل حال . فلمّا رأى كثرة إلحاحهم ، وعَلِم بإحتياجهم ، أجابَهم إلى ما طلبوا ، ولبّاهم فيما رغبوا ، فانتقل إليهم ببعض العيال في كلِّ سنة مقدار أربعة أشهر أو خمسة ، ثم يرجع إلى وطنه في القطيف ، حتّى دعاه الله إليه في بلاد البحرين ، فلبّاه وأجرى عليه فيها حكمَه وقضاه ، قدّس الله تربته الزكية ، وأفاض عليه المراحمَ الربانية . مؤلَّفاته وله من المصنّفات [1] الجليلة ، والرسائل النبيلة ، المشبوعة من التحقيق والتدقيق ، ما يستحق أن يُكتب بالنور على جبهات الحور ويليق : فمنها : الرسالة المسماة ب ( قُرَّة العين في حكم الجهر بالبسملة ، فيما عدا الأُوليين ) مبسوطة جدّاً . ومنها : رسالة لطيفة ، مختصرة منها . ومنها : نقض الرسالة التي صنَّفها الفاضل التقيُّ الشيخ عليٌّ [2] ابن الشيخ عبد الله الستريِّ ، حيث ذهب فيها إلى وجوب الإخفات بالبسملة في الأخيرتين ، تبعاً لابن إدريس [3] رضى الله عنه . ومنها : رسالة في الحبوة ، اختار منها إدخال الكتب العلمية ولو بالصلح ، وفاقاً لبعض القدماء من الأصحاب . ومنها : الرسالة المسمّاة ب ( منهاج السلامة في حكم الخارج عن بلد الإقامة ) مبسوطة .
[1] سنضع نجمة هكذا ( ) أمام الكتب المحقّقة ضمن هذا الكتاب . [2] ت ( 1319 ) ه . عالم فقيه . انتقل من البحرين إلى مسقط ، ثم ( لنجة ) وبها توفِّي . من مصنفاته : ( لسان الصدق ) ، و ( منار الهدى في النص على الأئمة الأُمناء ) ، وغير ذلك من الكتب والرسائل . أنوار البدرين : 236 . [3] 540 - 598 ) ه . محمد بن أحمد بن إدريس الحلي . فاضل فقيه ، ومحقِّق ماهر . له كتاب ( السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ) ، و ( مختصر تبيان الشيخ ) . الكنى والألقاب 1 : 210 .