خاتمة ختامٌ به الإتمام ، يشتمل على التنبيه على أمرين من أهمّ المهام : الأوّل : غير خفيّ على النبيه النبيل أنّ ما تقدّم نقله عن الثقة الجليل الحسن بن أبي عقيل [1] ، من تواتر الأخبار عن الأئمّة الأبرار بعدم التقيّة في الجهر بالبسملة من أُولئك الأشرار ، وما رواه غائص ( بحار الأنوار ) ، عن الصادق عليه أفضل السلام المدرار ، أنّه قال : « التقيّة ديني ودين آبائي ، إلَّا في ثلاث . . » [2] وعدّ منها : الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، ينافي ما هو المشهور من عموم التقيّة للأُمور الكليّة والجزئيّة ، كما هو مقتضى عموم الأخبار المعصوميّة . ويدلّ عليه بالخصوص حسن زكريا بن إدريس القمّي ، قال : سألت أبا الحسن الأوّل عليه السلام عن الرجل يصلَّي بقوم يكرهون الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، فقال : « لا يجهر » [3] . ويمكن الجمع بوجوه : الأوّل : أنْ يكون المراد نفي التقيّة في الفتيا دون العمل . الثاني : أنْ يراد نفيها إذا لم يبلغ الخوف على النفس والمال ، لا مع الضرر اليسير ، وإنّما تجوز التقيّة عند الخوف الشديد على النفس والمال . الثالث : أنْ يكون المراد تخصيص عدم التقيّة به وبآبائه عليهم السلام ، لا لسائر الناس ، وهو الظاهر من حاقّ اللفظ وسياق الكلام .