إسم الكتاب : الرسائل الأحمدية ( عدد الصفحات : 417)
[ الأعلى ] [1] عليه ، وهنا ليس كذلك لأنَّ الرَّحمن لمَّا كان يتناول جلائل النعم وأُصولها ، والرحيم يتناول دقائقها وفروعها ، كانا كالجنسين المتغايرين . بقي شيء ينبغي التنبيه عليه ، وهو أنَّ قضية البسملة محصورةٌ كلَّيّة إن جعلنا إضافة الاسم استغراقيّة ، أو شخصيّة إنْ جعلناها عهديَّة ، والفضليّة لا تنافي الموضوعيّة لأنّ اللفظ قد يكون موضوعاً معنىً وإن كان فضلةً لفظاً . هذا على تقدير إطلاق القضية . وأمّا على تقدير توجيهها ، فأمّا مطلقة عامَّة إن اعتبر فعليّة النسبة في المستقبل ، أو قضيّة دائمة ، أي كلّ اسم الله أو المعهود منه ابتدئ أو أستعين به بالفعل أو دائماً . وأمّا قياسها فقضيّتها كبرى فتضمّ إليها صغرى من الشكل الأوّل ، هكذا : هذا الابتداء باسم الله ، لأنّه ابتدائي . وكلّ ابتدائي باسم الله . فهذا الابتداء باسم الله . فإذا أُريد الاستدلال على الكبرى استدلّ عليها بمعنى الرحمن ، فتقول : كلّ ابتدائي أو استعانتي باسم الله لأنّ كلّ ابتدائي وإستعانتي باسم مفيض خيرات الدارين . وكلّ اسم مفيض ذلك فهو اسم الله . فابتدائي أو استعانتي باسم الله . والله العالم بحقيقة الحال . شرح الحمد ثمّ لمّا ابتدأ المصنّف قدس الله لطيفه وأجزل تشريفه بالبسملة حذراً من النقص وطلباً للكمال لاحظ ما اشتملت عليه ألفاظها من الجمع لصفات الكمال والجلال