responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الربا والبنك الإسلامي نویسنده : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 37


تصوير المشروعية تعتبر أصلا كليّا في جميع أبواب المعاملات الإسلامية ، ومن الآية الشّريفة في سورة النساء ( 160 - 161 ) الواردة في ذم اليهود يمكن الاستفادة أن أكل الرّبا هو ، أكل المال بالباطل ، لأن اللَّه تعالى قرن الرّبا في هذه الآية الشريفة مع أكل المال بالباطل وقال عزّ وجلّ : * ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ الله كَثِيراً وأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وقَدْ نُهُوا عَنْهُ وأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً ) * [1] . فعلى هذا ، يكون الرِّبا نوعاً من أكل المال بالباطل ، ويعتبر ربحاً غير مشروع ، وتراكماً لثروات المرابين من جهة ، وتفريغاً لجيوب المعوزين ، وامتصاصاً لأموالهم من جهة أخرى .
سؤال وجواب : إنّ بعض المعاملات المشروعة في الإسلام مثل : المضاربة ، قد تكون ربحاً مشابهاً للربا ، أي لا يقوم عليها دليل عقلي ، لأنّ صاحب المال لا يبذل أدنى جهد في سبيل تحصيل الربح ، بل ينتفع من رأس ماله فقط ، فحاله حال المرابي الذي لا يبذل جهداً في كسبه وتراكم أرباحه . ويتضح الجواب على هذا السؤال من خلال بيان نكتة فارقة ، وهي أنّ رأس المال في المضاربة الذي يستثمر في نشاطات اقتصادية مشروعة بهدف تحصيل الربح والنماء إذا تمّ استغلاله واستثماره في المعاملات التجارية وفقاً لعقد المضاربة أفرز حينئذ فرقاً واضحاً بينه وبين الرِّبا ، لأن المضاربة عمل معقول ومنطقي يصبّ في خدمة المجتمع ، في حين أنّ الرِّبا لا



[1] سورة النساء : آية 160 و 161 .

37

نام کتاب : الربا والبنك الإسلامي نویسنده : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست