في هذه الرّوايات الكريمة بالنسبة إلى معادل الرِّبا من الأعمال المنافية للعفّة ؟ ويمكن أن يقال في الجواب : إنّ الرِّبا يختلف باختلاف الموارد ، فجميع أنواع الرِّبا قبيحة ومذمومة وظالمة ، ولكنّ بعضها أقبح من البعض الآخر ، وما نراه من تفاوت الأعداد يعود إلى تفاوت أنواع الرِّبا ، مثلا الرِّبا من النوع الأضعاف المضاعفة - الذي مرّ شرحه سابقاً - يختلف عن الرِّبا المتعارف ، ويكون أقبح وأسوء من غيره . وأخذ الرِّبا من إنسان ضعيف وفقير قد اقترض مبلغاً من المال لعلاج ولده المريض ، يختلف عن أخذ الفائدة الرّبويّة من الأفراد العاديّين الذين لا يمرّون بمثل هذه الظروف الحرجة ، ولذا كان الأوّل أشدّ ظلماً وقبحاً من الآخر . وكذلك المعاملات الرّبويّة الظَّالمة التي تؤخذ من الشعوب المستضعفة لحساب الدول المستكبرة - قد تجرّ إلى تدمير اقتصاد البلدان الضعيفة - يختلف عن أخذ الفائدة من شخص واحد ، فالرِّبا ظلم شنيع ، وعمل قبيح ومذموم في جميع أفراده ومصاديقه ، ولكن مع حفظ سلسلة المراتب المختلفة في أفراده الكثيرة . أمّا لما ذا وردت مقارنة الرِّبا في هذه الرّوايات الشريفة مع الأعمال المنافية للعفّة ، واعتبر الرِّبا أقبح منها وأسوأ ؟ قد يكون السّبب في ذلك أنّ الرِّبا هو أحد العوامل الأساسيّة في تعميق الفقر وإيجاد التفاوت الطبقي في المجتمع ، وزيادة الهوة والفاصلة بين الأثرياء وعامّة الناس .