إقراض أشخاص متعدّدين واحداً بعد الآخر بصورة متتالية . والنتيجة ، أنّه إذا كان الاحتمال الأوّل أو الثاني صحيحاً ، فإنّ الآية الشريفة تدلّ على حرمة نوع خاص من الرِّبا ، وليس لها نظر للأنواع الأخرى ، ولكن على الاحتمال الثالث فإنّ الآية الشريفة مطلقة وتشمل جميع أفراد وأنواع الرِّبا ، وعلى كل حال فهذه الآية الشريفة تدلّ على حرمة الرِّبا ، لأنّ النهي ظاهر في الحرمة ، خاصةً وأنّ ذيل الآية الشريفة فيه تصريح على إطلاق سمة الكفر على المرابين [1] . * * * 7 - يقول تعالى في سورة النساء : * ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ الله كَثِيراً وأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وقَدْ نُهُوا عَنْهُ وأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً ) * [2] . ونفهم من هذه الآية الشريفة أنّ اليهود كانوا يرتكبون أربعة أنواع من الأعمال الذميمة والمنكرة والتي أدّت إلى تحريم بعض الطيبات عليهم ، وهي [3] :
[1] ما مرّ علينا من الاحتمالين في المراد من خلود المرابين من المسلمين في جهنم يصدق هنا أيضاً في إطلاق الكفر على المرابين . [2] سورة النساء : آية 160 و 161 . [3] ويستفاد من هذه الآية الشريفة أنّ تحريم شيء على المكلَّفين لا يلازم حتماً وجود المفسدة فيه ، بل قد يتخذ التحريم صيغة العقوبة والتأديب .