النّاس يضعون أموالهم في البنك ، بشرط أنّ لهم اختيار سحب مبالغ منها في أيّ وقت أرادوا ، وبدون أيّ قيد وشرط ، وهذا النّوع من الحساب لا يأخذ البنك ربحاً ولا يعطي ربحاً . والغاية من هذا النّوع من الحسابات هو : أولا : إيجاد المكان المطمئن لحفظ أموال الناس ورؤس أموالهم . ثانياً : الاستفادة منها في عمليّات نقل الملكيّة ، فتسهل بذلك النّشاطات الاقتصاديّة ، لأنّها تتمّ في غاية السهولة واليسر وبدون نقل أوراق نقديّة من مكان إلى آخر ، حيث تتمّ أكبر المعاملات التّجاريّة بواسطة الصّكوك المصرفيّة . ولا شك في أنّ أصل هذا العمل مشروع ، ولا نرى في ذلك مخالفة للشرع المقدس أو منافاة لبعض الثّوابت الوجدانيّة . وبعبارة أخرى ، أنّ الحساب الجاري يعتبر من أفضل خدمات البنوك شرعيّةً . * * * ماهيّة الحساب الجاري أمّا ما هي حقيقة الحساب الجاري وماهيّته ؟ فقلَّما بحث هذا الأمر - مع أنّه بحث مهمّ - وعلى ضوء التحقيقات الفقهيّة يمكن أن يقال : إنّ هناك ثلاث احتمالات في هذا المجال : الأوّل : أنّ ماهيّة الحساب الجاري هي ماهيّة القرض ، يعني أنّه نوع من أنواع القرض من قبل أصحاب الأموال للبنوك ، وليس فيه مدّة معينة ،