نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري جلد : 1 صفحه : 383
لكن لنرى ما هو الأثر الفطري الذي ترك في الشعب الإنجليزي من كبار سياسييهم واقتصادييهم . ومما قاله اللورد كينز ، بعد أن عقد الاتفاقية مع أمريكا باعتباره ممثلا للشعب الإنجليزي « لا أستطيع أن أنسى أبد الدهر ذلك الحزن الشديد والألم المرير الذي قد لحق بي من معاملة أمريكا إيانا في هذه الاتفاقية فإنها أبت أن تقرضنا شيئا إلا بالربا » . ومما قاله تشرشل « إني لأتوجس خلال هذا السلوك العجيب المبني على الأثرة وحب المال الذي عاملتنا به أمريكا كان ضروبا من الأخطار . والحق أن هذه الاتفاقية قد تركت أثرا سيئا جدا فيما بيننا وبين أميركا من العلاقة » . وقال اللورد دالتن وزير المالية « إن هذا العبء الثقيل الذي نخرج من الحرب وهو على ظهورنا ، جائزة عجيبة جدا نلناها على ما عانينا في الحرب من الشدائد والمشاق والتضحيات لأجل الغاية المشتركة ، وندع للمؤرخين في المستقبل أن يروا رأيهم في هذه الجائزة الفذة من نوعها ، التمسنا من أميركا أن تقرضنا قرضا حسنا ولكنها قالت لنا جوابا على هذا : ما هذه بسياسة عملية » [1] . ومن هذه الأقوال نلمس الأثر الفطري واضحا سواء تعاملت به الأفراد أو الأمم ، فهكذا تعترف إنجلترا أن الربا شيء مستقبح ، فهل فكر الاقتصاديون في رفع الفائدة من مجتمعهم على الأقل ؟ ! كما فعل كينز . 3 - مضار الربا من ناحية تنمية الاقتصاد : ويقصد بالتنمية الاقتصادية زيادة الموارد الإنتاجية عن طريق تغيير أساليب الإنتاج وتغيير الناحية التكنيكية نحو الأحسن وزيادة رأس المال الثابت ( آلات )