نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري جلد : 1 صفحه : 38
« أخاف عليكم الربا » فإنه ليس بدليل على أنه ليس فيه ربا وإنما هو مقدمة للوصول إليه كما فهمه بعضهم ، بل أن معناه أن الربا الذي نهي بتلك النواهي الشديدة يخاف النبي صلى الله عليه وآله على أصحابه من الوقوع فيه كما إذا قال أحد « إني أخاف عليكم النار » . هذا بالإضافة إلى أن كثيرا من الأحاديث التي ذكرت هذا المعنى من الربا لم تذكر جملة « فإني أخاف عليكم الربا » ، وكيف نفهم من هذه الجملة ما فهموا من أنه مقدمة للربا مع التصريح بالأحاديث الكثيرة بأن بيع حنطة بحنطة مع التفاضل يدا بيد ربا ؟ ! . هذا كله بالإضافة إلى أن أصل الدليل الذي يستندون إليه في تحريم ربا الجاهلية تحريم المقاصد دون غيره غير تام ، إذ أن دليلهم هو الآية القرآنية * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً واتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) * حيث ادعوا أن المحرم من الربا هو ما كان أضعافا مضاعفة وهو ربا الجاهلية الذي تصير المائة آلافا مؤلفة وهو الربا الجاهلي . وهذا الاستنتاج غير صحيح وذلك « أن أضعافا مضاعفة وصف للربا لا لرأس المال ، وإذا كان كذلك فينبغي أن لا يحرم من الربا إلا ما يبلغ ستمائة في المائة ( 600 في المائة ) وذلك لأن كلمة أضعاف جمع ، والضعف يكون بقدر الأصل مرتين ، ومرتين في ثلاثة يساوي ستة ، ولا قائل بذلك قط » [1] . ولكن القائل بهذا كما يبدو قد استدل بمفهوم الوصف ، إذ اعتبر أن أضعافا قيد للحكم وهو المنع ، بينما أن أضعافا هي قيد للموضوع وهو الربا فلا يكون للوصف مفهوم . ولو سلمنا بوجود المفهوم للوصف وإن كان الوصف قيدا للموضوع
[1] من هدى النجف / نحو تفسير على القرآن / أحمد الوائلي / العدد 6 / ص 40 عن الربا في القانون الإسلامي / . محمد عبد الله دراز مجلة الإسلام السنة 13 / ص 68 - 73 .
38
نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري جلد : 1 صفحه : 38