responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري    جلد : 1  صفحه : 25


الآية منكرا ولم يصرح بتحريمه ولم ينه عنه ، ولذلك فقد اختلف المفسرون في معناها على أقوال ثلاثة :
الأول : المقصود من الربا الهدية أو الهبة التي يراد بها عوض أفضل ، ولذلك تسمى بالربا الحلال ، لأنه لا إثم فيه ، ولكن ليس فيه ثواب أيضا ، وبهذا القول آثار واردة عن فريق من الصحابة والتابعين .
الثاني : إعطاء المال لشخص بقصد تمويله تفضلا عليه غير قاصد ثواب الله تعالى .
الثالث : إن هذا الربا هو الربا المحرم ، ومعنى قوله تعالى * ( فَلا يَرْبُوا عِنْدَ الله ) * أي لا يحكم به شرعا لأخذه ، بل هو للمأخوذ منه ، وهذا القول أيضا وردت فيه بعض الآثار .
والذي ذهب إليه الأكثر هو القول الأول ، والفرق بين هذه الآية وآيات الربا المتقدمة تعبيرها عن الربا بلفظ « * ( آتَيْتُمْ ) * » بينما عبرت غيرها عنه بالأكل ، بالإضافة إلى خلوها من النهي والتحريم ومجيئها منكرة ، وقد اقتصرت على أنه لا يربو عند الله .
وعند مراجعة الآثار التي ذكرت لهذه الأقوال ، فالذي عن رسول الله صلى الله عليه وآله لا دلالة فيه على مدعاهم ، والذي يدل على المدعى لم يكن من قول الرسول صلى الله عليه وآله ولا نريد أن نقرر أن أقوال الصحابة ليست بحجة لاختلافها وتناقضها في بعض الأحيان الذي لا يمكن أن تكون كلها حجة ، بل نقول إنها فهم شخصي لهم لا يعدو حجيته لهم .
ومن القريب جدا أن يكون معنى الربا في هذه الآية هو الربا الذي كان في ذلك الزمان وهو الربا الجاهلي بالمعنى الأعم حسب ما توصلنا إليه ، وقد نزلت هذه الآية وهي أول ما نزل فهيئت النفوس للتحريم الذي جاء على نحو التدريج في

25

نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست