نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري جلد : 1 صفحه : 428
عمل وجعل الحق في الأرض منوطا بعملية الإحياء دون إعمال القوة ، وحرم الإسلام الكسب دون سبب « كما حرم الإسلام الفائدة وألغى رأس المال الربوي وبذلك ضمن تحول رأس المال هذا في المجتمع الإسلامي إلى رأس مال منتج يساهم في المشاريع الصناعية والتجارية » [1] . وتحريم الفائدة يؤدي إلى تحويل الرأسماليين الذين كانوا يقرضون أموالهم بفائدة إلى مضاربين يساهمون في المشاريع الصناعية والتجارية ، بالإضافة إلى أن هذه الأموال سوف تستخدم بعزم وطمأنينة في المشاريع . « كما أن الإسلام منع من اكتناز النقود وسحبها عن مجال التداول وتجميدها وذلك عن طريق فرض ضريبة على ما يكتنز من النقود الذهبية والفضية » بالإضافة إلى الإثم الذي يحصل للمكتنز لأنه عمل محرم ، فبضريبة الزكاة يقضى على الاكتناز والادخار وتندفع الأموال إلى حقول النشاط الاقتصادي بعكس نظر الاقتصاديين الذين يرون أن الادخار عامل نافع وأن الفائدة شيء مشروع . هذه هي بعض الوسائل لتنمية الإنتاج بالإضافة إلى السياسة الاقتصادية لتنمية الإنتاج في الدولة ، فقد ترك الإسلام للدولة أن تدرس الشروط الموضوعية للحياة الاقتصادية وتضع السياسة الاقتصادية التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج ونمو الثروة [2] . من أين نشأت المشكلة الاقتصادية ؟ ذكرت الرأسمالية أن الطبيعة ما دامت بخيلة أو عاجزة عن إشباع حاجات الإنسان لأن موارد إنتاجها محدودة وحاجات البشر غير متناهية ، فيكون من الطبيعي أن تتصادم هذه الحاجات وتتعارض . ولكن الإسلام في تصوره بأن المشكلة لم تنشأ من موارد الإنتاج وبخل
[1] اقتصادنا ص 577 ، ويراجع ص 573 وما بعدها للتوسع . [2] اقتصادنا ص 577 ، ويراجع ص 573 وما بعدها للتوسع .
428
نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري جلد : 1 صفحه : 428