نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري جلد : 1 صفحه : 388
الشيء الكثير « ويكفي أن نلاحظ أن الاستعداد للحرب يكلف الشعوب في البلاد الكبرى ما يزيد على أربعين في المائة من الدخل القومي » [1] . وهذا المال الذي يبذل في الحروب يبلغ « مائة ألف مليون من الجنيهات ، وأنه إذا وزع على سكان الأرض لخص كل فرد أربعين جنيها في السنة ، وإذا كانت الأسرة تتألف من خمسة أشخاص ، فإن نصيبها من هذا القدر الممحوق يكون ( 200 ) جنيه في السنة » ( 2 ) . فإن هذه الأموال الطائلة التي تتلف من الدولة هي نتائجه الربا المنتشر في العالم وتطبيقا لقوله تعالى * ( يَمْحَقُ الله الرِّبا ) * . وهناك بعض الدول التي تحرق الحاصلات الزراعية الزائدة عن الحاصلات التي تعرضها بأعلى سعر ممكن ، في حين أن قسما من البشر يموتون موتا بطيئا من الجوع ، وهذا أيضا نتيجة السياسة المتبعة في الدولة وبعدها عن ظل النظام الإسلامي في الرفاهية عن المجتمعات ككل . 4 - مضار الربا من ناحية المرابي : يذكر البعض أن حلية الربا هو الذي أنشأ البنوك وتركزت الثروة في أيادي أصحابها ، فكان من نتيجة سيطرة أصحاب البنوك على اقتصاد الدولة وعلى سياستها في الداخل والخارج بل وعلى تشريعات الدولة ( 3 ) ، أضف إلى ذلك أن أصحاب البنوك بما أنهم لا يهابون الدين بتحليل الفائدة فهم يعملون على مهاجمة الدين ، ومن المهاجمات السيطرة على وسائل الإعلام ومهاجمة علماء الدين ، لأن وجود العلماء كقوة مزاحمة لنمو الثروة عندهم بالطريق غير المشروع ،
[1] وضع الربا في بناء الاقتصاد القومي / عيسى عبدة إبراهيم ص 33 . ( 2 ) وضع الربا في بناء الاقتصاد القومي / عيسى عبدة إبراهيم ص 33 . ( 3 ) المؤتمر الثاني لمجمع البحوث الإسلامية د . محمد العربي ص 85 وما بعدها .
388
نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري جلد : 1 صفحه : 388