اقتراف الذنوب هو الخوف من النار والعقوبات الثابتة للعاصين . وأما الفئة الثالثة الذين لم ينالوا شيئا من المقامين الأولين فلا يردعهم خوفهم من مقام الرب ، ولا خوفهم النار ، فلا بد من ارتداعهم من جعل عقوبة عاجلة دنيوية ، لأنه لولا ذلك لأكبوا على المعاصي واقترفوا الجرائم والآثام ، فلذا قرر الشارع الحدود المقررة في الشريعة بلحاظ حال هذه الفئة السافلة . ( حكمة تشريع الحدود ، في كلام الإمام أمير المؤمنين ) يقول الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام : عند بيان حكمة الأحكام : ( فرض الله الايمان تطهيرا من الشرك ، وإقامة الحدود اعظاما للمحارم ) 1 وظيفة الإمام والقائد إقامة الحدود من جملة وظائف الإمام وقائد الأمة المتولي لأمور المسلمين إقامة الحدود قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( إنه ليس على الإمام إلا ما حمل من أمر ربه : الابلاغ في الموعظة ، والاجتهاد في النصيحة ، والاحياء للسنة وإقامة الحدود على مستحقيها ) 2 الاشتكاء من تعطيل الحدود إن تعطيل حدود حدود الله تعالى يتعقب مصائب عظيمة ومشاكل شتى ، فلذا كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يشكو أصحابه من عدم اهتمامهم بإقامة الحدود واهمالهم هذا الأمر العظيم . قال سلام الله عليه في خطبة القاصعة . ( ألا وقد قطعتم قيد الاسلام وعطلتم حدوده وأمتم أحكامه ) 3 الجهاد لإقامة حدود الله تعالى : إن الرمز الوحيد في تأكيد الشارع على الجهاد في سبيل الله هو احياء