responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 3


بوائق الحدثان ، وانجذام يد الدين المنيف ، وخمود صيت الشرع الشريف ، في كل ناحية ومكان . وتشتت أهاليه في أقاصي البلدان ، بل اضمحلال الفضلاء منهم والأعيان ، حتى لقد أصبحت عرصات العلم دارسة الآثار ، ومنازله مظلمة الأقطار ، وعفت أطلاله ومعالمه ، وخلت دياره ومراسمه .
خلت من أهاليها الكرام وأقفرت * فساحتها تبكي عليهم تلهفا وأوحش ربع الأنس بالإنس بعدهم * كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ولم تبق في ساحتها إلا قوم ببلدح عجفى . ولا من عرصاتها إلا دمنة لم تكلم من أم أوفى . وكنت ممن رمته أيدي الحوادث في الديار العجمية ، وقذفته في تلك الأقطار منجنيق الرزية ، على ما هي عليه من ترادف البلايا بلية إثر بلية ، واضمحلال اسم الشرع فيها بالكلية ، وتلبس الأغبياء بلباس الأفاضل . وتصدر الجهلاء لافتاء المسائل . فلم تزل تترامى بي أقطارها فأطوي هناك المراحل ، وأقصد اليم فتقذفني الأمواج إلى الساحل يوما بحزوى ويوما بالعقيق * وبالعذيب يوما ويوما بالخليصاء حتى أنخت ركابي بدار العلم شيراز . ومن الله تعالى بالإكرام فيها والاعزاز ، فبقيت فيها برهة من السنين مع جملة الأهل والبنين . في أرغد عيش وأصفاه ، وأهنأ شراب وأوفاه ، مشتغلا بمدارسة العلوم الدينية . وممارسة الأخبار المعصومية ، فخطر بي ذلك الخاطر القديم . وناداني المنادي أن يا إبراهيم ، فبقيت أقدم رجلا وأؤخر أخرى . وارى أن التقديم أحق وأحرى ، فكم استنهضت مطي العزم على السير فلم تساعد . وبئس السير على ذلك العير الغير المساعد . إلا أني قد أبرزت ضمن تلك المدة جملة من الرسائل في قالب التحقيق . ونمقت شطرا من المسائل على نمط أنيق وطرز رشيق ، حتى عصفت بتلك البلاد ريح عاصف حتت الورق ، وفرقت من عقد نظامها ما اتسق . ولعبت بها أيدي الحوادث التي لا تنيم ولا تنام ، وسقت أهلها من مرير علقهما كؤوس الحمام ، قتلا وسلبا وأسرا وهتكا ، كأنهم

3

نام کتاب : الحدائق الناضرة نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست