نام کتاب : الحدائق الناضرة نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 161
سليمان البحراني ( قدس سرهما ) أنه كان يقول : " لو ورد علينا في مثل هذه المسألة ألف حديث لما عملنا به ، لأنه معارض لما قام عليه الدليل العقلي والنقلي من عدم جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة " . وهو كما ترى اجتهاد صرف وتعصب بحت ، فإن الدليل النقلي المطابق للدليل العقلي الذي هو عبارة عما دل من الأخبار على وجوب بذل العلم ، كقوله ( عليه السلام ) : " إن الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم " [1] وما اشتهر من قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار " إلى غير ذلك مخصوص بما رواه ثقة الاسلام في الكافي [2] بسنده إلى عبد الله بن سليمان قال : " سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول ، وعنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى وهو يقول : إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم أهل النار . فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : فهلك إذن مؤمن آل فرعون ، ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا ، فليذهب الحسن يمينا وشمالا فوالله ما يوجد العلم إلا ههنا " ونحوه روى في كتاب بصائر الدرجات ولعل الحسن البصري حيث إنه من جملة النصاب ورؤوس ذوي الأذناب - كان يعرض بهم ( عليهم السلام ) في عدم جوابهم عن بعض الأسئلة كما تدل عليه الأخبار السابقة [3] . وفي هذين الخبرين دلالة على جواز تأخير البيان مع التقية حتى بالنسبة إلى غيرهم أيضا ، وحينئذ فتلك القاعدة وما يطابقها من الأخبار مخصصة بما ذكرناه من الأخبار . وكأن شيخنا العلامة المشار إليه قصر النظر على عموم الأخبار المتقدمة من حيث
[1] تقدم الكلام في هذا الحديث في التعليقة 3 في الصحيفة 81 . [2] في باب النوادر من كتاب فضل العلم وهو الحديث 15 منه . [3] المشار إليها في الصحيفة 160 السطر 6 .
161
نام کتاب : الحدائق الناضرة نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 161