نام کتاب : الحج والعمرة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 274
قبل بعثة النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد تكون في أحيان أُخرى وثن السّلطات غير المشروعة وحكم الطاغوت . وقد سمّى الإمام الخمينيّ - قدّس سرّه - القوى الاستكباريّة ب " الأوثان الجديدة " . الموحّد منقطع إلى الحقيقة وإلى التّوحيد ، وليس عابد ذاته ، ولا عابد جماد ، ولا عابد سلطة . بل الموحّد يرى أنّ الله وحده مصدر القدرة ، فيعبده وحده ، ويذعن له بالطّاعة . ولا يرى النّفع والضّرر إلاّ بيد الله ، فلا يستعين إلاّ به ، ولا يخاف غيره ، ولا يركن إلى أيّة قدرة غير قدرة الله ، ولا يخشى إلاّ الله . ثمّ إنّ المشرك العابد للوهم المطأطئ أمام القدرات الخياليّة ربّما يعبد ذاته ، وربّما يعبد ما صنعه بيده ، وربّما يعبد المتسلّطين على العالم ، وربّما يعبد الثلاثة جميعًا . هذا ولكنّ الخطر الكبير الّذي يهدّد المجتمعات الموحّدة في هذا اليوم هو الشّرك العمليّ بثالث معانيه ، أي عبادة الأوثان الجديدة والقوى الاستكباريّة والخضوع لها . وغاية البراءة من المشركين مجاهدة هذه القوى الطّاغية المتسلّطة على رقاب المسلمين ، وتحقيق الاستقلال والعزّة والاقتدار لمسلمي العالم . 2 - الأديان الإلهيّة والبراءة من المشركين كان إبراهيم خليل الرحمن - على نبيّنا وآله وعليه السّلام - أوّل الأنبياء جهرًا بالبراءة من الشّرك والمشركين - بحيث دعا القرآن المسلمين إلى الاقتداء بهذا النّبي العظيم بقوله : ( قَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ في إبراهيمَ والَّذينَ مَعَهُ إذ قالوا لِقَومِهِم إنّا بُرَآءُ مِنكُم ومِمّا تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ ) [1] - واحتذت الأُمّة الإسلاميّة في إعلان البراءة من المشركين حذو هذه الأُسوة النّبويّة في التّاريخ ،