وتَوفيقِهِ ، واستَعِدَّ استِعدادَ مَن لا يَرجُو الرُّجوعَ ، وأحسِنِ الصُّحبَةَ ، وراعِ أوقاتَ فَرائِضِ اللهِ وسُنَنِ نَبِيِّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وما يَجِبُ عَلَيكَ مِنَ الأَدَبِ والاِحتِمالِ والصَّبرِ والشُّكرِ والشَّفَقَةِ والسَّخاءِ وإيثارِ الزّادِ عَلى دَوامِ الأَوقاتِ .ثُمَّ اغسِل بِماءِ التَّوبَةِ الخالِصَةِ ذُنوبَكَ ، والبَس كِسوَةَ الصِّدقِ والصَّفاءِ والخُضوعِ والخُشوعِ ، وأحرِم مِن كُلِّ شَيء يَمنَعُكَ عَن ذِكرِ اللهِ ويَحجُبُكَ عَن طاعَتِهِ ، ولَبِّ بِمَعنى إجابَة صافِيَة زاكِيَة للهِِ عَزَّ وجَلَّ في دَعوَتِكَ لَهُ ، مُتَمَسِّكًا بِعُروَتِهِ الوُثقى .وطُف بِقَلبِكَ مَعَ المَلائِكَةِ حَولَ العَرشِ كَطَوافِكَ مَعَ المُسلِمينَ بِنَفسِكَ حَولَ البَيتِ .وهَروِل هَروَلَةً مِن هَواكَ وتَبَرِّيًا مِن جَميعِ حَولِكَ وقُوَّتِكَ ، فَأخرُج مِن غَفلَتِكَ وزَلاّتِكَ بِخُروجِكَ إلى مِنى ولا تَتَمَنَّ ما لا يَحِلُّ لَكَ ولا تَستَحِقُّهُ .واعتَرِف بِالخَطايا بِعَرَفات ، وجَدِّد عَهدَكَ عِندَ اللهِ بِوَحدانِيَّتِهِ .وتَقَرَّب إلَى اللهِ ذا ثِقَة [1] بِمُزدَلِفَةَ ، واصعَد بِروحِكَ إلَى المَلأِ الأَعلى بِصُعودِكَ إلَى الجَبَلِ .واذبَح حَنجَرَتَيِ الهَوى والطَّمَعِ عِندَ الذَّبيحَةِ .وارمِ الشَّهَواتِ والخَساسَةَ والدَّناءَةَ والذَّميمَةَ عِندَ رَميِ الجَمَراتِ .واحلِقِ العُيوبَ الظّاهِرَةَ والباطِنَةَ بِحَلقِ رَأسِكَ .وادخُل في أمانِ اللهِ وكَنَفِهِ وسَترِهِ وكَلاءَتِهِ مِن مُتابَعَةِ مُرادِكَ بِدُخولِكَ الحَرَمَ ، وزُرِ البَيتَ مُتَحَقِّقًا لِتَعظيمِ صاحِبِهِ ومَعرِفَةِ جَلالِهِ وسُلطانِهِ ، واستَلِمِ الحَجَرَ رِضًى بِقِسمَتِهِ وخُضوعًا لِعِزَّتِهِ .
[1] وفي بعض النسخ : " واتّقِه " .