فَإِذا أفَضتَ فَاقتَصِد فِي السَّيرِ ، وعَلَيكَ بِالدَّعَةِ ، واترُكِ الوَجيفَ [1] الَّذي يَصنَعُهُ كَثيرٌ مِنَ النّاسِ فِي الجِبالِ والأَودِيَةِ [2] .591 - أبو يَحيى زَكَرِيَّا المَوصِلِيّ : سَأَلتُ العَبدَ الصّالِحَ ( عليه السلام ) عَن رَجُل وَقَفَ بِالمَوقِفِ ، فَأَتاهُ نَعيُ أبيهِ أو نَعيُ بَعضِ وُلدِهِ قَبلَ أن يَذكُرَ اللهَ بِشَيء أو يَدعُوَ ، فَاشتَغَلَ بِالجَزَعِ والبُكاءِ عَنِ الدُّعاءِ ، ثُمَّ أفاضَ ، فَقالَ : لا أرى عَلَيهِ شَيئًا ، وقَد أساءَ فَليَستَغفِرِ اللهَ ، أما لَو صَبَرَ واحتَسَبَ لأَفاضَ مِنَ المَوقِفِ بِحَسَناتِ أهلِ المَوقِفِ جَميعًا ، مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِن حَسَناتِهِم شَيءٌ [3] .ثَوابُ الوُقوفِ بِعَرَفات 592 - أنَسُ بنُ مالِك : وَقَفَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) بِعَرَفات ، وقَد كادَتِ الشَّمسُ أن تَؤوبَ ، فَقالَ :يا بِلالُ ، أنصِت لِيَ النّاسَ . فَقامَ بِلالٌ فَقالَ : أنصِتوا لِرَسولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ، فَأَنصَتَ النّاسُ ، فَقالَ : مَعشَرَ النّاسِ ، أتاني جَبرائيلُ ( عليه السلام ) آنِفًا فَأَقرَأَني مِن رَبِّيَ السَّلامَ ، وقالَ : إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ غَفَرَ لأَهلِ عَرَفات ، وأهلِ المَشعَرِ ، وضَمِنَ عَنهُمُ التَّبِعاتِ .فَقامَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ ، فَقالَ : يا رَسولَ اللهِ ، هذا لَنا خاصَّةً ؟ قالَ : هذا لَكُم ، ولِمَن أتى مِن بَعدِكُم إلى يَومِ القِيامَةِ [4] .593 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما مِن مُسلِم يَقِفُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِالمَوقِفِ فَيَستَقبِلُ القِبلَةَ بِوَجهِهِ ، ثُمَّ يَقولُ : لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، وهُوَ عَلى كُلِّ
[1] الوَجيف : ضربٌ من سَير الخيل والإبل سريع ( تاج العروس : 12 / 517 ) . [2] الفقيه : 2 / 543 / 3137 ، التهذيب : 5 / 187 / 622 نحوه وكلاهما عن أبي بصير ، ولمزيد الفائدة راجع إقبال الأعمال : 2 / 61 - 188 أدعيه الأئمّة ( عليهم السلام ) بعرفة . [3] التهذيب : 5 / 184 / 614 . [4] الترغيب والترهيب : 2 / 203 / 7 ، الدرّ المنثور : 1 / 553 كلاهما نقلا عن الزهد لابن المبارك ؛ ثواب الأعمال : 71 / 7 ، وراجع الحديث 604 من باب ثواب الوقوف بالمزدلفة .