نام کتاب : الجزية وأحكامها نویسنده : علي أكبر الكلانتري جلد : 1 صفحه : 51
إسم الكتاب : الجزية وأحكامها ( عدد الصفحات : 188)
والحاصل : أن ( الصغر ) في مقابل ( الكبر ) ، لا في مقابل ( العزة ) حتى يكون معناه ( الذلة ) . ويؤيد ما ذكرنا ، استعمال لفظ ( الصغار ) في بعض الآيات خاليا عن معنى الذلة والخفة ، فهذه قوله - تعالى - في قضية سليمان عليه السلام ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون [1] حيث فكك بين الذلة والصغار ، وهي قرينة على عدم كون الذلة مأخوذة في معنى الصغار ، وأن يتقارنا أحيانا ، كما في مورد هذه الآية . ولعله لما ذكرنا قال العلامة الطباطبائي قدس سره ما حاصله : يكون المراد بصغارهم ، خضوعهم للسنة الإسلامية ، والحكومة الدينية العادلة في المجتمع الإسلامي ، بأن لا يكافئوا المسلمين ولا يبارزوهم بشخصية مستقلة حرة في بث ما تهواه أنفسهم من العقائد والأعمال المفسدة للمجتمع الانساني ، فظاهر الآية أن هذا هو المراد من صغارهم لا اهانتهم والسخرية بهم من جانب المسلمين ، أو أولياء الحكومة الدينية ، فإن هذا مما لا يحتمله السكينة والوقار الإسلامي ، وإن ذكره بعض المفسرين [2] . فالحاصل أن المراد من الصغار ، ليس اذلال أهل الذمة واهانتهم ، وايذائهم عند جباية الجزية ، بل المقصود منه إما التزامهم بجريان أحكام الإسلام عليهم أو ذلك مع التزام الجزية على ما يحكم الإمام من غير أن تكون مقدرة ، أو ما أشبه ذلك مما تؤيده سيرة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ويناسبه الوقار الإسلامي . هذا تمام الكلام في تفسير آية الجزية ، وللمفسرين تفصيلات أخرى حول الآية ، تركناها حذرا من التطويل .