بيان وتقديم بسم اللَّه الرحمن الرحيم وبه ثقتي الحمد للَّه على نعمائه وإفضاله والصلاة والسّلام على أشرف أنبيائه وقدوة أصفيائه محمّد وآله البررة الميامين عليهم أفضل الصلاة والسّلام . وبعد فيقول العبد المحتاج إلى عفو ربّه الغنيّ حسين بن عليّ الفرطوسيّ الحويزي : اعلم أخي القارئ الكريم من أهل العلم وروّاد الفضل ، إنّ أشرف العلوم قدرا وأرفعها شأنا بعد العلم بالمعارف الإلهيّة والأصول الاعتقاديّة علم الفقه ، إذ به يعرف الحلال من الحرام وبه نيل السعادة والمرام في البدء والختام عند انقضاء الليالي والأيّام . ولما كانت له الأهميّة جاءت الأوامر بالتفقّه في الدين من سادات المؤمنين ، لهذا توجّهت إليه أفكار الأعاظم من رجال المسلمين قديما وحديثا ، لا سيّما من شيعة أهل البيت فقد أتعبوا نفوسهم الزكيّة وكرّسوا حياتهم الغالية وسهروا الليالي بالدرس والتدريس والبحث والتنقيب والتأليف والتصنيف ، وتحمّلوا أنواع المشاقّ في إنجاح مقاصدهم الراقية حفظا للتراث الإسلامي والثراء العلمي صونا له عن الضياع ، شكر اللَّه مساعيهم الجبارة ، ومن أعاظم فرسان ذلك الميدان وفطاحل العلماء الراشدين إمام الفقه والاستنباط في عصره المرحوم أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلَّيّ المحقّق المتوفّى في 13 ربيع الثاني من سنة 676 هجريّة عن عمر يقارب 74 سنة صاحب الشرائع وصاحب المؤلَّفات الكثيرة القيّمة منها : النافع والمعتبر والمسائل المضريّة والمسائل المضريّة والمسائل العربيّة والمعارج