نام کتاب : التقية نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 27
وقال أيضا : وكان الأنصاري في نفسي وما زال عملاق الأقطاب ومصباحهم ، ولكن الصورة التي انعكست عنه في ذهني قد ربت وعلت - وأنا منصرف بكل كياني إلى أقواله أتتبعها وأمعن فيها الفكر والنظر كمصدر لكتابي هذا - وهي أن هذا العملاق المتواضع لو أتى بأعجب العجب لا يراه وافيا بما يبحثه ويحلله ويغربله ! وهكذا الكبير كلما اتسعت آفاقه صغرت في نفسه أشياؤه وآلاؤه . . . وقال أيضا : وأيضا يظهر لي جليا من الاستقراء والاستيفاء أن كل من كتب في الأصول اللفظية من الأقطاب بعد صاحب الحاشية الكبرى على المعالم فهو عيال عليه ، وأن كل من كتب في الأصول العملية منهم بعد الشيخ الأنصاري فقد اغترف من بحره الزاخر . . . أقول : وأجمل وصف نستطيع أن نصف به شيخنا الأنصاري : أنه من شيعة الإمام جعفر الصادق عليه السلام الذين وصفهم بأنهم : أهل الورع والاجتهاد ، وأهل الوفاء والأمانة ، وأهل الزهد والعبادة ، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة ، القائمون بالليل ، الصائمون بالنهار ، يزكون أموالهم ، ويحجون البيت ، ويجتنبون كل محرم . تقواه وزهده وتواضعه : كان الشيخ الأعظم مصداقا لجميع مكارم الأخلاق ، اقتداء منه بنبيه الأكرم محمد وأئمته الأطهار سلام الله عليهم أجمعين . فلما توفي صاحب الجواهر بعد أن ذكر للعلماء أن أعلم الناس بعده هو الشيخ الأنصاري ، امتنع الشيخ من الفتوى وأرسل رسالة إلى سعيد العلماء المازندراني وقال له : بأنا لما كنا في كربلاء وكنا نحضر درس شريف العلماء كانت استفادك وفهمك أكثر مني ، فالآن الأولى لك أن تأتي إلى النجف وتستلم هذا الأمر المهم . فأجابه سعيد العلماء : بأن قولك صحيح ، لكنك كنت في هذه المدة مشغولا بالدرس والتدريس والمباحثة ، وأنا تسلمت أمور الناس ، فأنت أولى مني .
27
نام کتاب : التقية نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 27