responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التقية نویسنده : الشيخ الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 28


فلما وصلت رسالة سعيد العلماء إليه ذهب إلى حرم أمير المؤمنين عليه السلام وطلب منه أن يعينه على هذا الأمر الخطير ، وأن يحفظه من الوقوع في الخطأ والزلل .
ولما عرضت عليه فلوس الهند المعروفة أبى أن يقبلها ، وذلك أن هذه الأموال موضوعة في أحد بنوك بريطانيا ، أصلها من مال امرأة هندية أوصت أن تصرف في كربلاء والنجف برأي المجتهدين ، فطلب قنصل بريطانيا من الشيخ أن يأخذ منها شيئا ويعطيه وصولا بالتمام ، فأبى ، فسلمت لغيره ممن قبل ذلك .
وقال له بعض أصحابه : إنك مبالغ في إيصال الحقوق إلى أهلها ، فأجابه : ليس لي بذلك فخر ولا كرامة ، إذ من شأن كل عامي وسوقه أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ، وهذه حقوق الفقراء أمانة عندي .
فكان رضوان الله عليه يرى مساعدة الفقراء والمحتاجين من وظائفه الواجبة ، وكان هذا ديدنه من حين صغره ، فلما عرف أن في ناحية من مدينته عاجزا فقيرا شرع باعطاء عشائه كل ليلة إلى الفقير وهو ينام بدون عشاء أو يكتفي بشئ يسير من الطعام .
وكان كثير من الفقراء لهم راتب خاص من الشيخ .
وكانت للشيخ أسوة بسيده أمير المؤمنين عليه السلام ، فكان يذهب إلى أبواب بيوت الفقراء سرا ويوصل إليهم ما يحتاجونه من دون أن يعرفهم نفسه ، وعرفوه بعد ما فارقت روحه الطيبة الحياة .
وكان رحمه الله كلما وصلت إليه هدايا ثمينة يعطيها لملا رحمة الله ليبيعها ، ثم يوزع الأموال على الفقراء .
وكان مع وصول جميع حقوق الشيعة إليه ، مع هذا كان يعيش عيشة الفقراء ، ويكتفي من قوته بما يسد رمقه .
ولما سعي بالشيخ بأنه يخفى الأسلحة في بيته أرسل والي النجف إلى بيت الشيخ عسكرا ليفتشوا البيت ، فلما ذهبوا لم يجدوا سلاحا وتعجبوا من زهد الشيخ بحيث لم يجدوا بيته مفروشا .

28

نام کتاب : التقية نویسنده : الشيخ الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست