المذكورة . والقائل به الشهيدان [1] وغيرهما ، حيث أضافوا إلى الغايات المصحّحة للعبادة ، فعلها للَّه تعالى ، مستدلَّين عليه بأنه تعالى غاية كلّ مقصود . وليس معنى ذلك أنه منتهى العلل الفاعليّة كما في قول الحكماء أنه غاية الغايات ، حتى يرد عليه ما أورد من أنه بالمعنى المذكور غير مجد في تصحيح العبادة وتحقيق القربة والإطاعة قطعا . بل معناه المقصود والمجدي في تصحيح العبادة أنه تعالى منتهى جميع الغايات المصحّحة ، ومنشئ جميع الصفات الثبوتيّة من العظمة والعطوفة والكرم والقدرة ، بسبب أن جميع صفاته الثبوتيّة المأخوذ كلّ منها غاية لتصحيح العبادة عين ذاته تعالى ، وليست بصفات زائدة على عين الذات ومغايرة لها كصفات المخلوقين . وحينئذ فقصد الفعل لعين الذات المستجمع لجميع الصفات الحميدة والغايات المصحّحة - التي هي عين الذات وهو المنشئ لها - قصد لجميع الغايات المصحّحة لها إجمالا ، فضلا عن قصد أحدها تبعا . * قوله : « ولكن النصوص [2] بخروجهما من الوضوء كثيرة » . * أقول : إلا أن مقتضى معارضتها بتنصيص [3] أنهما من الوضوء يقتضي حمل النافية على نفي كونهما من واجباته . وكذلك تعليل خروجهما من الوضوء بقوله عليه السّلام : « لأنهما من الجوف » [4] لا الظاهر ، وبأن نسيانهما [5] لا يوجب الإعادة أيضا ، يقتضي حمل النافية على نفي وجوبهما لا استحبابهما ، أو الردّ على