انحصارها فيه ، كما هو الموافق لمذهبه الآتي من كون النيّة هو الداعي . * قوله : « وهو خلاف ما يستفاد من الكتاب والسنّة المتواترة » . * [ أقول : ] أما من الكتاب فيكفي قوله تعالى * ( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وطَمَعاً ) * [1] . وقوله تعالى * ( ويَدْعُونَنا رَغَباً ورَهَباً ) * [2] . وأما من السنّة فيكفي الخبر [3] المثلث للعبادة بعبادة الأجراء والعبيد والأحرار ، وكون الأخير أفضل . وأخبار : « من بلغه ثواب على عمل فعمله التماس ذلك الثواب أوتيه » [4] . إلى غير ذلك . ولكن التحقيق الحقيق الجامع بين الإجماعين المنقولين على طرفي النقيض في تصحيح عبادة الخائف والطامع : أنه لا إشكال أن الطمع والخوف قد يكون علَّة تامّة ومستندا مستقلَّا للعمل ، وقد يكون سببا لحدوث داعي القرب وقصد التقرّب في العمل بحيث يكون العمل مستندا إلى قصد التقرّب ، وإن كان سبب حدوث هذا بقصد التقرّب هو الطمع والخوف ، نظير الإكراه على العمل حيث يكون سببا مستقلَّا يستند إليه العمل ، وقد يكون سببا لحدوث الرضا بالعمل المكره عليه ، فيستند ذلك العمل المكره عليه إلى الرضا المسبّب عن الإكراه . والذي هو مبطل للعمل ومعقد الإجماع على بطلانه هو القسم الأول من الخوف والطمع ، والذي هو مجز في صحّة العمل ومعقد الإجماع والنصوص على صحّته هو القسم الثاني منه . * قوله : « أو مجرّدا عن ذلك » . * [ أقول : ] بأن يقصد فعله للَّه تعالى مجرّدا عن قصد إحدى الغايات
[1] السجدة : 16 . [2] الأنبياء : 90 . [3] الوسائل 1 : 45 ب « 9 » من أبواب مقدّمة العبادات . [4] الوسائل 1 : 60 ب « 18 » من أبواب مقدّمة العبادات ح 7 .