الحرمات بقصد التعظيمات . بل وجواز الكذب والغناء وضرب الطبول والشيپور ، وسائر المحرّمات المبتدعة من الشبيه وغيره ، في مراثي سيّد الشهداء بقصد البكاء والإبكاء لا الكذب والغناء . بل ومن أعظم ما ابتلينا به من انطماس آثار مشايخنا الأعلام تجويز بعض المعاصرين حلق اللحى ، وسائر البدائع [1] المبتدعة في تعزية سيّد الشهداء إذا قصد البكاء والإبكاء دون التشبيه والغناء . وهل هو إلَّا الزمان الموعود بقوله عليه السّلام : « سيأتي زمان لا يبقى من الإسلام إلَّا اسمه ، ومن القرآن إلَّا درسه ، ومن الإيمان إلَّا رسمه » [2] ؟ ! . يستحلَّون الربا بالبيع ، والرشوة بالهديّة ، والخمر بالفقّاع والنبيذ ، وبقصد التداوي والاستشفاء ، كاستحلال اليهود صيد السبت بالحيلة ، والحنفيّ نكاح المحارم بلفّ الحرير ، وبيع الخمر بالاستنابة ، والمالكيّ وطء الغلام بالمتعة ، والتولَّي من قبل الجائر بقصد التخفيف ، وإعانة الجائرين والظالمين بالدخول في أمرهم وسوادهم بقصد تعظيم شوكة الإسلام لا بقصد الظلم والحرام . ومن هنا هجروا الفرائض والسنن ، واتّبعوا الشهوات والفتن ، والملاهي والمناهي في السّر والعلن . ومن أعظم ما ثلم به الإسلام بعد فقد أساتيدنا الأعلام تسليط طاغية الزمان الكفّار الخارجة على ثغور الإسلام ، بحيث لم يبق للإسلام شأن ولا احترام . وأعظم ثلمة حدثت بعد السقيفة على الإسلام أن السلطان عبد العزيز العثماني لمّا بلغ غاية الاقتدار طلب كتاب قانون الفرانسة الذي ابتدعه سفاؤهم ،
[1] انظر الهامش [2] في الصفحة السابقة . ( 2 ) أنظر جامع الأخبار للشعيري : 129 ، ثواب الأعمال : 301 ح 4 .