في خبر تحف العقول [1] ونصوص [2] حرمة الخمر . وأمّا ما قال من الاتّفاق على جواز إمساك نجس العين لبعض الفوائد ، فلم تثبت الكلَّية المدّعاة ، لكون العامّ المخصّص حجّة في الباقي . * قوله : « فإن الظاهر أن المراد من النفع المفروض للدم والأبوال والأوراث هو النفع المحلَّل . . إلخ » . * أقول : أمّا توجيه ظهور النفع المطلق في النفع المحلَّل ، وانصراف فرض وجود النفع المقابل لفرض عدمه إلى حلّ النفع المقابل لحرمته ، فدعوى الصارف العقلي المشار إليه بقوله : « والَّا لم يحسن ذكر هذا القيد . . إلخ » . يعني : إن لم ينصرف النفع من قوله : « وإن فرض له نفع » إلى النفع المحلَّل لم يحسن عقلا ولا عرفا التوصّل ب « إن » الوصليّة إلى فرض وجوده ، لأن فرض وجود غير المحلَّل منه تحصيل للحاصل ، وفرض عدم غير المحلَّل المصحّح لفرض وجوده في الأشياء المذكورة - يعني : الدم والروث والبول ممّا لا يؤكل - خلاف الواقع والظاهر من قوله تعالى * ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ والدَّمُ ) * [3] . ولم يحسن أيضا ذكر خصوص الصبغ للدم دون الأكل ، مع اشتراكه في النفعين ، وعدم الفارق بينهما في البين . هذا ، ولكن التوجيه غير وجيه . أمّا أولا : فمن جهة أنه توجيه لما لا يرضى به صاحبه ، نظرا إلى أن فرض النفع المذكور في كلام الشهيد محلَّلا ينافي قوله : « لا يجوز بيع الدم وإن فرض له نفع . . إلخ » لأن حلَّية نفعه يستلزم حلَّية بيعه من باب المقدّمة ، وأن الإذن في الشيء إذن في لوازمه كما هو المختار ، أو من باب إناطة حلَّية النفع وحرمته بحلَّية النفع وعدمه ، كما هو مختار المصنف في المسألة .