responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقة على المكاسب نویسنده : السيد عبد الحسين اللاري    جلد : 1  صفحه : 312


فنقول : قال الله تعالى في مفتتح سورة المائدة آخر السور المنزلة * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) * [1] الآية وتشخيص مدلولها في ضمن مراحل :
أمّا المرحلة الأولى : ففي تشخيص مدلول العقد لغة وعرفا . أمّا لغة فهو وإن استعمل في معاني عديدة - كما عن القاموس [2] والصحاح [3] العقد : عقد الحبل ، والبيع ، وعقد يعقده شدّه ، وعنقه إليه لجأ ، والحاسب حسب ، والعقد :
الضمان والعهد والجمل الموثّق . وفي معنى العهد : العهد الوصيّة ، والتقدّم إلى المرء في الشيء والموثق ، واليمين ، والحفاظ ، ورعاية الحرمة ، والأمان ، والذمّة والالتقاء ، والمعرفة - إلَّا أنّ قاعدة أصالة عدم الاشتراك وأولويّة المجاز منه تقتضي كونه حقيقة في أحدها ، ومجازا في الباقي . وغلبة مراعاتهم الترتيب بتقديم المعنى الحقيقيّ على غيره في التعداد والذكر تقتضي تعيين مجازيّة العقد في ما عدا الشدّ والوصل ، وحقيقة في معنى الشدّ والوصل ، سواء كان حسّيّا كشدّ الحبل ووصله ، أم غير حسّيّ كالعهد المشدّد بين اثنين ، فكلّ عقد عهد ، ولا عكس ، لعدم لزوم الشدّة والاثنينيّة .
وقاعدة أصالة الحقيقة - مضافا إلى تفسير أكثر المفسّرين والفقهاء - تقتضي تعيين إرادة مطلق العقود ، فإنّها باعتبار المعقود والعاقد ثلاثة أضرب :
عقد بين الله وبين عباده ، وهو إلزامهم بالتكاليف : من الإيمان به وملائكته وكتبه ورسله وأوصياء رسله ، وتحليل حلاله ، وتحريم حرامه ، والإتيان بفرائضه وسننه ، ورعاية حدوده وأوامره ونواهيه .
وعقد بين الله ونفسه ، كالنذر واليمين .
وعقد بينه وبين غيره من البشر ، كعقود الأمانات والمعاملات الغير



[1] المائدة : 1 .
[2] القاموس المحيط 1 : 315 .
[3] الصحاح 2 : 510 .

312

نام کتاب : التعليقة على المكاسب نویسنده : السيد عبد الحسين اللاري    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست