نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 61
إسم الكتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر ( عدد الصفحات : 390)
يحثّهم على أن يأتوه ويتجمعوا حوله فقال مستعجباً : " نغدو عليك ؟ " فإن قلت : إن كان إقامة الجمعة من المناصب المختصة وكان إقامتها من قبل الشيعة إعلاناً للمخالفة مع خلفاء الجور ومساوقاً للخروج عليهم فَلَم حثّ الإمام ( عليه السلام ) مثل زرارة على إقامتها ؟ قلت : لعلّ مراده ( عليه السلام ) حثّهم على إقامتها خفاء أو في بعض القرى القريبة ليدركوا فضل الجمعة ويحرزوا ثوابها ، لا إقامتها علناً وجهاراً . هذا مضافاً إلى أنّه لا دليل على أنّ الحثّ منه ( عليه السلام ) وقع بلحاظ إقامة الجمعة ، بل لعلّه حثّهم على حضور الجمعات التي كان يقيمها المخالفون أو بعض المنصوبين من قبل الأئمة كما مرّ بيانه . فإن قلت : لو كان المنصوب من قبل الإمام ( عليه السلام ) موجوداً لم ينسبق إلى ذهن زرارة أنّه ( عليه السلام ) يريد الخروج بنفسه . قلت : لعلّ زرارة كان يظنّ أنّ الجمعة التي يقيمها المنصوبون لا تكون بمثابة من الأهمية بحيث يصدر بالنسبة إليها هذه الترغيبات والتحريصات ، ولا سيما مع عدم كون الإمام مبسوط اليد ، فظنّ أنّ هذه التحريصات لحضور جمعة أهمّ من تلك الجُمع ، وحيث كان معتقداً لبطلان جمع المخالفين أيضاً انسبق إلى ذهنه أنّه ( عليه السلام ) يريد بنفسه الخروج والتصدي لإقامتها . والحاصل : أنّه بالدقّة في الحديث يستفاد منه أنّ زرارة أيضاً لم يفهم من حثّ الإمام ( عليه السلام ) على الجمعة عدم اشتراطها بالإمام أو كونه ( عليه السلام ) بصدد الإذن في إقامتها ، بل لّما كان في ارتكازه كون إقامتها من المناصب المختصة بإمام المسلمين وعمّاله وأنّ سائر المسلمين وظيفتهم الحضور والمأمومية فقط ، وكان في اعتقاده أيضاً أنّ الإمامة حق لأبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، ظنّ أنّه ( عليه السلام ) يريد الخروج وأنّه يحثّهم على الحضور والتجمع حوله ، فقال : " نغدو عليك ؟ " ولا نسلّم أنّ قول الإمام في جوابه : " أنّما عنيت عندكم " ردع له عن هذا الارتكاز ، إذا لاحتمالات المتطرقة إليه كثيرة كما عرفت ، ومن
61
نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 61