نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 37
إقامتها . ولنا على ذلك أمور : الأوّل : أنّ مقتضى القول بعدم الاشتراط ووجوبها على كلّ أحد مطلقاً هو وجوب تعلمها وتعلم خطبتها كفاية على جميع المسلمين في جميع الأعصار ووجوب إقامتها في جميع الأمكنة ( من الأمصار والقرى والبوادي النائية المسكونة ) في رأس كل فرسخين ، فيكون وزانها وزان سائر الصلوات اليومية بحيث يجب على كل مسلم أن يهتم بتعلمها بمزاياها ويسعى في إقامتها بنحو يعاقب الجميع على تركها إذا فرض جهلهم بها . ومن الواضح عدم كونها كذلك وأنّ أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحاب الأئمة ( عليهم السلام ) لم يكونوا بصدد تعلمها ولم يكونوا يقيمونها بأنفسهم في قبال النبي والأئمة . كيف ؟ ولو كان الأمر كذلك لكان عقد الجمعة وإقامتها متداولاً بين المسلمين في جميع الأمكنة والأزمنة ، وصار وجوبها كذلك من ضروريات الإسلام كسائر الفرائض الصلوات اليومية ، واعتاد جميع المسلمين في جميع البلدان على أن يجتمعوا في كل جمعة لإقامتها سواء وجد فيهم من نصب من قبل الخليفة أم لم يوجد ، بل لم يكن على هذا للنصب معنى وفائدة . مع وضوح أنَّ عادة المسلمين في أعصار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الأئمة ( عليهم السلام ) لم تكن كذلك ، بل كان رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو بنفسه يعقد الجمعة ويقيمها وكذلك الخلفاء من بعده حتى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكان الخلفاء ينسبون في البلدان أشخاصاً معينة لإقامتها ، ولم يعهد في تلك الأعصار أن يتصدى غير المنصوبين لإقامتها وكان الناس يرون من وظائفهم في كل جمعة حضور الجمعات التي كان يقيمها الخلفاء والأمراء والمنصوبون من قبلهم ، فكان إذا أقبل يوم الجمعة حضر الخليفة أو من نصبه لإقامتها واجتمع الناس حوله . فهذه كان سيرة الخلفاء حتى الأموية والعباسية المقلدة لرسوم الراشدين ، وذاك
37
نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 37