نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 191
إسم الكتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر ( عدد الصفحات : 390)
التغرب عن الوطن والبعد عنه . فمن مرّ بوطنه ولو آناً مّا فقد خرج عن موضوع المسافر حقيقة وصار مصداقاً للحاضر ، ولا يشمله في هذا الحال أدلّة التقصير قطعاً . وحينئذ فإذا خرج عن وطنه ثانياً يكون خروجه هذا إنشاء لسفر جديد ، لانقطاع السفر السابق حقيقة بالحضور في الوطن ، ولو فرض إطلاق المسافر عليه في هذا الحال فإنّما هو بنحو من العناية وإذا انقطع السفر اللاحق عن السابق حقيقة وصارا فردين مستقلين للسفر كان لكل منهما حكمه ، والمفروض قصور كل منهما عن مقدار المسافة ، فلا يثبت القصر أصلا . فهذا إجمالا مما لاشك فيه . وإنّما المهم بيان حقيقة الوطن وما هو المراد منه ، مع قطع النظر عما نسب إلى المشهور من إثبات الوطن الشرعي بإقامة ستة أشهر ، فإنه أمر آخر وسيأتي بيانه . والمقصود فعلا بيان ما قد يسمونه بالوطن العرفي . فنقول : الظاهر أن انتزاع مفهوم الوطنية عن مكان ليس بلحاظ الاعتبارات الحالات السابقة من كون المكان محلا لولادة الشخص ، أو مسكناً لآبائه وأجداده ، أو مقرّاً لأبويه حين ولادته ونحو ذلك ، ولا بلحاظ الاعتبارات والحالات اللاحقة ، ككونه عازماً على الإقامة فيه إلى حين موته أو إلى أمد بعيد . وبالجملة ليس انتزاع مفهوم الوطنية عن مكان بلحاظ الحالات والإضافات السابقة أو اللاحقة ، بل هي مفهوم تحكي عن علقة وإضافة فعلية بين الشخص والمكان المخصوص بحسب الوضع الفعلي لهذا الشخص ، حيث إنّ كل شخص يختار بحسب طبعه وميله بلداً من البلاد لإقامته وإقامة أهله وأولاده ، ويوجد بينه وبين هذا البلد علقة خاصة ، بحيث لو خلّي وطبعه يكون باقياً في هذا المكان ويكون خروجه منه أمراً طارئاً ناشئاً من المزعجات والقواسر الطارئة ويرجع إليه بحسب طبعه بعدما ارتفع القواسر . فهذا البلد يسمى عرفا بالوطن . وبعبارة أخرى : الوطن عبارة عما هو المقرّ الفعلي للشخص بحسب وضعه
191
نام کتاب : البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 191