نشزت المرأة على الرجل فهي الخلعة فليأخذ منها ما قدر عليه وإذا نشز الرجل مع نشوز المرأة فهو الشقاق .
وهذه الأخبار كما ترى قد تضمنت الشرائط والأحكام كلها أجمع وأن المخاطب بالبعث هم الأولياء والمخاطب لهم به هو الحاكم الشرعي وأنه لا بد من الاتفاق منهما على تفويض الأمر للحكمين * ( و ) * أنهما * ( لو رضيا أولا بما فعلا جاز لهما التفريق ) * وليس لهما أن يعزلا ولا عدم الرضا بعد الرضا * ( كما ) * تضمنته تلك العبارات * ( في الموثق ) * وغيره .
وإن حكما بما لا يسوّغ ) * الشرع * ( كان لهما نقضه ) * والعدول إلى ما هو الحق * ( و ) * لهذا * ( يجب عليهما ) * قبل الدخول في أمرهما * ( الاجتهاد في النظر ) * للاطلاع على الحكم والبحث عن حالهما والسبب الباعث على ذلك ) * الشقاق * ( و ) * السعي في * ( التأليف بينهما ما أمكن ) * كما هو شأن الحكمين المنصوبين من الحاكم الشرعي .
وينبغي عند استعلام حالهما أن يخلو حكم الرجل بالرجل وحكم المرأة بالمرأة خلوة غير محرمة ليعرفا ما عندهما وما فيه رغبتهما وإذا اجتمعا لم يخف أحدهما على الآخر لما علم ليتمكنا من الرأي الصواب وينفذ حينئذ ما رأياه صوابا بشرطه فإن اختلف رأيهما بعث إليهما آخرين وهكذا .
وينبغي ) * للحكمين * ( إخلاص النيّة للَّه في السعي وقصد الإصلاح ) * فمن حسنت نيّته فيما يتحراه أصلح اللَّه مسعاه وكان سببا لحصول مبتغاه * ( كما ينبّه عليه ) * قوله تعالى : « إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ الله بَيْنَهُما » * ( في ) * تلك * ( الآية و ) * لهذا قد حكم بأنهما * ( إن اختلفا ) * ولم يمكن أن يسددا * ( بعث إليهما آخران ) * كما سمعت مخلصان في النية

130