نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 548
العلَّامة كاشف الغطاء : أمّا تحاشي أشراف الشيعة وسراتهم من تعاطيها فهو عفّة وترفّع واستغناء واكتفاء بما أحلّ الله لهم من تعدّد الزوجات الدائمة مثنى وثلاث ورباع ، فإن أرادوا الزيادة على ذلك جاز لهم التمتع بأكثر من ذلك كما يفعله بعض أهل الثروة والبذخ من رؤساء القبائل وغيرهم . وعلى كلّ فإنّ تحاشي الأشراف والسراة لا يدلّ على الكراهة الشرعية فضلا عن عدم المشروعية ، ألا ترى أنّ الصحابة والتابعين - رضوان الله عليهم - كانوا كثيرا ما يتسرون بالإماء ويتمتعون بملك اليمين ويلدن لهم الأولاد الأفاضل . أمّا اليوم فالأشراف يأنفون من ذلك مع أنّه حلال بنص القرآن العزيز . [1] * * * هذه هي المتعة وهذه هي حقيقتها ودلائلها الساطعة من الكتاب والسنّة وسيرة الصحابة بعد رحيل النبي ، وهذه شبهاتها الواهية وأجوبتها الواضحة ، وعندئذ : فما هذا النكير والنفير ، والنبز والتعيير على الشيعة في أمر المتعة يا فقهاء الإسلام ويا حملة الأحكام . والحق كما يقوله المصلح الكبير الشيخ كاشف الغطاء : لو انّ المسلمين عملوا بها على أصولها الصحيحة من العقد ، والعدة ، والضبط ، وحفظ النسل منها ، لانسدت بيوت المواخير وأوصدت أبواب الزنا والعهار ، ولارتفعت أو قلت ويلات هذا الشر على البشر ، ولأصبح الكثير من تلك المومسات المتهتكات ، مصونات محصنات ، ولتضاعف النسل وكثرت المواليد الطاهرة ، واستراح الناس
[1] . أصل الشيعة وأصولها : 151 - 152 ، مطبعة العرفان ، صيدا .
548
نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 548