نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 369
من هو المخاطب في قوله : * ( وأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ) * ؟ ثمّ إنّه سبحانه بعد ما بيّن أحكام الأصناف الأربعة خاطب عامة المؤمنين مرّة أخرى بقوله : * ( وأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) * . وهذا الخطاب على غرار الخطاب السابق ، أعني قوله : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ ) * . والفرق بين الخطابين انّ الخطاب السابق خطاب قبل التفصيل ودعوة إلى الصوم والخطاب اللاحق خطاب بعد تفصيل أحكام الأصناف الأربعة ، فتكون النتيجة : وان تصوموا أيّها المكلَّفون على النحو المذكور في الآية خير لكم ، أي : يصوم الشاهد ، ويفطر المريض والمسافر ويصوم في أيّام أخر ويفدي المطيق . وأمّا من يقول بالرخصة في المريض والمسافر أو في خصوص المسافر يتخذ ذلك ذريعة للرخصة ويقول « إنّ الخطاب فيها لأهل الرخص ، وانّ الصيام في رمضان خير لهم من الترخّص بالإفطار » . [1] يلاحظ عليه بأنّ التفسير نابع من محاولة إخضاع الآية على المذهب الفقهي ، وهو التخيير بين الصوم والإفطار ، ولكنّه غير تام لوجهين : 1 . انّ صرف الخطاب العام إلى الصنف الخاص ، تفسير بلا دليل ومن شعب التفسير بالرأي .
[1] . تفسير المنار : 2 / 158 ، نقله عن بعض المفسرين وردّ عليه بقوله : وهذا غير مطرد ولا متفق عليه .
369
نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 369