نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 239
وروى أيضا عن جعفر بن محمد عليهما السّلام أنّه قال : « ينبغي للمصلَّي أن يباشر بجبهته الأرض ، ويعفّر وجهه في التراب ، لأنّه من التذلَّل لله » . [1] وقال عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأنصاري المصري المعروف بالشعراني ( من أعيان القرن العاشر الهجري ) - ما هذا نصّه - : المقصود إظهار الخضوع بالرأس حتى يمسّ الأرض بوجهه الذي هو أشرف أعضائه ، سواء كان ذلك بالجبهة أو الأنف ، بل ربّما كان الأنف عند بعضهم أولى بالوضع من حيث إنّه مأخوذ من الأنفة والكبرياء ، فإذا وضعه على الأرض ، فكأنّه خرج عن الكبرياء التي عنده بين يدي الله تعالى ، إذ الحضرة الإلهية محرّم دخولها على من فيه أدنى ذرة من كبر فإنّها هي الجنة الكبرى حقيقة ، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلَّم : « لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر » . [2] نقل الإمام محمد بن محمد بن سليمان المغربي المالكي الروداني ( المتوفّى 1049 ه ) : عن ابن عباس رفعه : من لم يلزق أنفه مع جبهته بالأرض إذا سجد لم تجز صلاته . [3] كما أنّ أصل العمل العبادي أمر توقيفي فكذلك شرائطه وأحكامه هي الأخرى التي يجب أن توضح وتبيّن من جانب مبيّن الشريعة ومبلَّغها ونعني به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم لأنّه صلى الله عليه وآله وسلَّم هو الأسوة بنصّ القرآن الكريم والمبين للكتاب العزيز وعلى المسلمين جميعا أن يتعلموا منه أحكام دينهم وتفاصيل شريعتهم وقد قال سبحانه :
[1] . مستدرك الوسائل : 4 / 14 ، الباب 10 من أبواب ما يسجد عليه ، الحديث 2 . [2] . اليواقيت والجواهر في عقائد الأكابر : 1 / 164 . الطبعة الأولى . [3] . جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد : 1 / 214 برقم 1515 .
239
نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 239