نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 401
إسم الكتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف ( عدد الصفحات : 551)
الثاني : الاختلاف في توالي الليالي وعدمه ، فصريح رواية البخاري : « انّه صلى الله عليه وآله وسلَّم يصلَّي بصلاته ناس ثمّ صلَّى من القابلة » انّ الليالي كانت متوالية ، وصريح رواية أبي ذر انّها كانت غير متوالية ، فقد صلَّى معهم في الليلة الرابعة والعشرين ، والسادسة والعشرين ، والثامنة والعشرين . الثالث : الاختلاف في مواضع الليالي ، فالمتبادر من أغلبها أنّه صلى الله عليه وآله وسلَّم صلَّى بهم في أوائل الشهر ، وصريح رواية أبي ذر انّه صلى الله عليه وآله وسلَّم صلَّى بهم في العشر الآخر . ومع هذا الاختلاف كيف نؤمن بصحّة ما فيها من المضامين ؟ ! 2 . عدم إناطة التشريع برغبة الناس إنّ قوله صلى الله عليه وآله وسلَّم : « خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها » يعرب عن أنّ التشريع تابع لإقبال الناس وأدبارهم ، ولا أقلّ لإقبالهم ، فلو أظهر الناس رغبتهم إلى العمل ربّما يفرض عليهم مع أنّ الملاك في فرض شيء على كلّ الناس ، هو وجود مصلحة ملزمة في الشيء ، سواء أكان هناك رغبة من الناس أم لا ، فتشريعه سبحانه ليس تابعا لرغبة الناس أو أعراضهم وإنّما يتبع الملاكات الواقعية ، فالمصلحة الملزمة تستتبع تشريعها ، وعدمها عدمه ، ولمّا وقف شراح الصحيحين على هذا الإشكال مالوا يمينا ويسارا لحلَّه . قال ابن حجر في شرح جملة : « إلَّا انّي خشيت أن تفرض عليكم » انّ ظاهر هذا الحديث انّه صلى الله عليه وآله وسلَّم توقع ترتّب افتراض الصلاة في الليل جماعة على وجود المواظبة عليها - ثمّ قال : - وفي ذلك إشكال . إنّ ابن حجر وإن أحجم عن بيان مقصوده من الإشكال ولكن يمكن أن يكون إشارة إلى أمرين
401
نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 401