نام کتاب : الأسير في الإسلام نویسنده : الشيخ علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 18
كلام الأستاذ رحمه اللَّه آنفا . وما نسب إلى بعض الأنبياء من انهم جروا على مجرد الدعوة والهداية فقط [1] أو أنه « كان القرآن يأمر المسلمين بالكف عن القتال ، والصبر على كل أذى في سبيل اللَّه سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى : « قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ولا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ » - إلى قوله - : « لَكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ » الكافرون / 6 وقال تعالى : « واصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ » المزمل / 10 وقال تعالى : « أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ » النساء / 77 » [2] . وأضف إلى ذلك ظواهر الآيات المتقدمة الحاصرة وظيفة الأنبياء عليهم السلام في الإبلاغ المبين كقوله تعالى : « وما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ » [3] وقوله تعالى : « فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ » [4] وغيرها من الآيات الحاصرة وظيفة الأنبياء عليهم السلام في التبليغ . « فالتاريخ الموجود من حياتهم يدل على عدم اتساع نطاقهم بحيث يجوز لهم القيام بالقتال كنوح وهود وصالح عليهم السلام فقد كان أحاط بهم القهر والسلطة من كل جانب وكذلك عيسى عليه السلام أيام إقامته بين الناس واشتغاله بالدعوة » . [5] كما ان في صدر الإسلام في مكة ثلاث عشرة سنة لم يكن عند المسلمين قوة يقدرون بها على القتال وإذا كلفوا بالقتال والحال
[1] الميزان ج 2 / 68 . [2] الميزان ج 2 / 64 و 65 . [3] النور / 54 والعنكبوت / 18 . [4] النحل / 35 . [5] الميزان ج 2 / 68 .
18
نام کتاب : الأسير في الإسلام نویسنده : الشيخ علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 18