نام کتاب : الأسير في الإسلام نویسنده : الشيخ علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 127
الثاني : أن يكون المراد بالإثخان في الأرض إثخان دينه ونظامه فيها باستقراره في الأرض ، وثباته وأمنه من السقوط ، يعني لا يجوز أخذ الأسير ما دام يخاف على الدين والنظام ، ولذلك يجب قتل الأعداء المحاربين حتى يؤمن على النظام ، ويكون المعنى قريبا من معنى قوله تعالى في الآية الثانية : « حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها » يعني هذا الحكم وهو وجوب قتل المحاربين إلى حدّ الإثخان فيهم يدوم إلى أن يستقرّ الإسلام ولا يبقى محارب ومنابذ ، ولذلك فسّره المفسّرون بنزول عيسى عليه السلام أو بأن لا يكون مشرك ، والمعنى أن لا يكون دين إلا دين الإسلام . وقال الكسائي : حتى يسلم الخلق . وقال الفرّاء : حتى يؤمنوا ويذهب الكفر . وقال الكلبي : حتى يظهر الإسلام على الدين كلَّه هذه كلَّها في بيان قوله تعالى : « حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها » . فالاحتمال الأوّل في الآية الأولى يتحد مع صدر الآية الثانية والاحتمال الثاني يتحد مع ذيلها . وظاهر الآيتين نفي جواز القتل بعد الإثخان لا نفي الوجوب كما قيل . إذ قوله : « فَإِمَّا مَنًّا » بيان الحكم بعد الإثخان والتفصيل دليل انقطاع الحكم الأوّل . قال الجصّاص : أما قوله : « فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وإِمَّا فِداءً » ظاهره يقتضي أحد شيئين : اما منّ واما فداء وذلك ينفي جواز القتل وقد اختلف السلف في ذلك - ثم نقل عن الحسن وعطاء وابن
127
نام کتاب : الأسير في الإسلام نویسنده : الشيخ علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 127