المستكبرين وحكومة الجبارين ، وأدخله في عز حكومة اللّه تعالى خالق الكون ورب العالمين ، وهتف به وناداه أنه لأفضل لعربي على عجمي ، وأن كل الناس عالمهم وجاهلهم ، غنيهم وفقيرهم ، قويَّهم وضعيفهم أمام الحق سواء ، وأن أكرمهم عند اللّه أتقاهم ، وأن الدار الآخرة للذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولإفساداً والعاقبة للمتقين ، وأن اللّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي . هذا قليلٌ من الإسلام الذي ختم الله به الأديان ، دين الله الخاتم ، دين الفطرة ودين الحياة ، دين العلم والعدل والإنصاف وكرائم الأخلاق ، دينٌ كله نظام : نظام العقيدة الصحيحة الخالصة من الخرافات ، نظام الآداب الحسنة ، نظام العبادة للّه تعالى ، نظام الحكومة والسياسة ، نظام المال والاقتصاد ، نظام الزواج والعائلة والأحوال الشخصية ، نظام التعليم والتربية الرشيدة ، نظام القضاء وفصل الخصومات ، نظام الحقوق والمعاملات ، نظام الصلح والحرب ، ونظام كل الأمور ، فهو عقيدةٌ وشريعةٌ ، وسياسةٌ وحكومة . نظام لا ينسخ ولا يزول ولا يتغير أبداً ، لأن اللّه تعالى ختم به وبالمرسل به ، سيدنا وسيد الخلق أجمعين ، وسيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، النبوّات والرسالات ، فلا شريعة بعده ولا كتاب ولا نبوَّة ، ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ، وهو في الآخرة من الخاسرين . ولا ريب أن معنى خاتمية الدين بقاء أحكامه الخمسة من الكراهة والندب والإباحة والوجوب والاستحباب ، وأحكامه سواء كانت أحكام