نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 60
ثمّ إنّ العامّي الذي تعلَّم حكم مسألة تقليداً لا يجب عليه التقليد ثانياً ؛ لكونه عالماً بالحكم في الجملة ، فهو وإن لم يكن مجتهداً في المسألة لكنّه لا يجب عليه التقليد فيه بطريق أولى . والتحقيق : أنّه يصدق على مثله الراوي ، والعارف بالأحكام ، والناظر في الحلال والحرام . ولنجعل البحث كذلك وهو أنّه هل يجب الاجتهاد في جميع جهات مسألة ، وفي جميع مقدّمات الاجتهاد أم لا ؟ ومن المعلوم أنّهم لا يشترطون في اجتهاد مسألة فقهيّة الاجتهاد في جميع مقدّمات الاجتهاد فيها ، ويدلّ على جواز عمل مثل هذا المتجزّئ برأيه أُمور : الأوّل : اتّفاقهم على جواز إجراء المقلَّد الأصل في الشبهات الموضوعية ، فالعامّي مقلَّد في حجّيّة الأصل ، ومجتهد في إجرائه ، ومقامنا من هذا القبيل ، والتفصيل بعدم جواز ذلك في الحكم الكلَّي ، وبجوازه في الحكم الجزئي محتاج إلى الدليل . الثاني : انصراف أدلَّة التقليد عن مثله ، كما تكون منصرفة عن العامّي الذي قد قلَّد ، فأصالة عدم جواز التقليد محكَّمة ، مع صحّة الاحتجاج بهذا الاجتهاد عند العقلاء . الثالث : سيرة المتشرّعة قائمة على العمل بمثل هذا الاجتهاد ، فإنّهم في المندوبات والمكروهات ، وكذا في كثير من العبادات المستحبّة يعملون بمداليل الأحاديث الواردة فيها ، فهم مقلَّدون في حجّيّة تلك الأحاديث سيّما إذا صرّح مؤلَّف الكتاب باعتبارها ومجتهدون في العمل بمداليلها حسب أفهامهم . الرابع : سيرة العقلاء قائمة على ذلك . فإنّ كلّ متخصّص في علم يرجع في مقدّمات ما يبحث عنه إلى من يكون متخصّصاً فيها ، ثمّ يجعل رأي ذلك المتخصّص سلَّماً للصعود إلى ما يبحث عنه والوصول إلى ما يقصد ، فانظر إلى الأطبّاء فإنّهم يرجعون في كلّ مقدّمة من مقدّمات علاج الأمراض إلى من يكون متخصّصاً في تلك المقدّمة . وكذلك غير هم من العلماء ، بل ذلك أتقن وأفضل من الرجوع إلى أنفسهم
60
نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 60