نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 31
إسم الكتاب : الإجتهاد والتقليد ( عدد الصفحات : 415)
ثمّ اعلم أنّ ملكة الاجتهاد تفارق سائر الملكات في شيء ، وهو إمكان حصول تلك الملكات بالمداومة على الأفعال التي تنشأ منها ؛ فإنّ الشجاعة قد تأتي من التشجّع ، والسخاوة قد تأتي من التسخّي ، لكن ملكة الاجتهاد لا تحصل إلا بمعرفة العلوم التي يتوقّف عليها حصول هذه الملكة . وعرّفه المدقق الأصفهاني في تعليقته على الكفاية : أنّه استنباط الحكم من دليله ، قال ( قده ) : وهو لا يكون إلا عن ملكة ، فالمجتهد هو المستنبط عن ملكة ، وهو موضوع الأحكام باعتبار انسياق الفقيه ، والعارف بالأحكام إليه ، ثمّ قال : وهذه الملكة تحصل دائماً بسبب معرفة العلوم التي يتوقّف عليها الاستنباط ، وليست ملكة الاستنباط إلا تلك القوّة الحاصلة من معرفة هذه العلوم ، وليست بقوّة أُخرى تسمّى بالقوّة القدسيّة ؛ فإنّ الاجتهاد بمعنى استفراغ الوسع في تحصيل الحجّة على الحكم ممكن الحصول للعالم والفاسق ، والمؤمن والمنافق [1] . أقول : وهو كلام حسن . ثمّ إنّه لا وجه لتأبّي علمائنا الأخباريّين عن لفظ الاجتهاد بما ذكرنا له من المعنى ؛ إذ لو لم يكن الاجتهاد لانسدّ باب معرفة الأحكام في غير الضروريات من الدين . نعم ، لهم الإباء عن حجّيّة بعض ما يقوله المجتهدون بحجّيّته ، وذلك غير مضرّ بصحّة نفس الاجتهاد ، وعلى هذا يصير النزاع بين الأخباري والأُصولي صغرويّاً وليس بكبروي فإنّ النزاع في الصغرى واقع بين الأخباريين أنفسهم ، كما يقع مثل ذلك بين الأُصوليّين كثيراً . ولعلّ مخالفة العالم الأخباري مع العالم الأُصولي من جهة الاختلاف في مفهوم الاجتهاد لا في مصداقه وحقيقته ، فقد زعم الأخباري أنّ الأُصولي يقصد من الاجتهاد استخراج الحكم من القياس والاستحسان ، مع أنّ الإماميّة كلا لا يقولون بذلك .