نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 98
وذلك يدلّ على جواز التقليد في الجملة . واعلم أنّ المقصود من الجواز المعنى الأعمّ ، فيجتمع هذا الجواز مع وجوب التقليد . التقليد الواجب لا ريب في وجوب التقليد في الجملة في الأحكام الشرعيّة على العامّي . فهل وجوبه نفسي أو مقدّمي ؟ مولوي أو إرشادي ؟ قال المدقّق الأصفهاني : إنّ وجوب التقليد نفسي ؛ لأنّ التقليد هو العمل استناداً إلى الفتوى ، فليس التقليد إلا عين الصلاة الواجبة واقعاً على تقدير الموافقة ، وغيرها على تقدير المخالفة . ثمّ قال ( قده ) : والمراد بوجوبه النفسي انبعاث وجوبه عن نفس مصلحة الواقع الباعثة على الإيجاب الواقعي ، فهو إيصال للواقع بعنوان آخر . [1] وفيه أوّلًا : أنّه يلزم من هذا الكلام صيرورة التقليد محكوماً بالأحكام الخمسة ، فإنّ التقليد جار في جميع متعلَّقاتها ، وليس إلا نفس العمل بتلك الأحكام . وثانياً : أنّه يلزم من جريانه في الأحكام الوضعيّة صيرورة التقليد محكوماً بكلّ واحد من تلك الأحكام . وثالثاً : انظر إلى قوله : « فهو إيصال إلى الواقع » وإلى قوله : « فليس التقليد إلا عين الصلاة الواجبة واقعاً » تجد تهافتاً وتناقضاً بينهما ، فقد حكم في الأوّل بأنّه إيصال إلى الواقع وفي الثاني بأنّه نفس الواقع . فالتحقيق : أنّ التقليد في الأعمال الشرعيّة مختلف عنها اعتباراً ومتّحد معها خارجاً ، فإنّه كيفيّة اعتباريّة عارضة للعمل الشرعي ، فالعمل الشرعي مع التقليد لا يتميّز عن العمل الشرعي بلا تقليد في الخارج . وقد حكي عن شيخنا العلامة الأنصاري :