نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 47
المجتهد المطلق وإمكانه ذهب صاحب الفصول إلى عدم إمكان المجتهد المطلق بمعنى القادر على استنباط جميع الأحكام ، ولذا عرّفه ب : من كان له ملكة تحصيل الظنّ بجملة يعتدّ بها من الأحكام . قال ( قده ) : وإنّما لم نعتبر الظنّ بالكلّ ؛ لتعذرّه عادة ، فإنّ الأدلَّة قد تتعارض ؛ ولتردّد كثير من المجتهدين في جملة من الأحكام كالمحقّق والعِمة والشهيدين وأضرابهم ، مع أنّ أحداً لم يقدح في اجتهادهم [1] . أقول : ظاهر قوله : « لتعذّره عادة » أنّ المجتهد المطلق غير ممكن بهذا المعنى بحسب العادة ، وكذلك يفيد دليله الأوّل الذي أشار إليه بقوله : « فإنّ الأدلَّة قد تتعارض » ولكن ظاهر دليله الثاني المشار إليه بقوله : « ولتردّد كثير » مفيد عدم وجود المجتهد المطلق بهذا المعنى ، لا عدم إمكانه عادة ، فلا يخفى ما في كلامه من التهافت بين نفي الإمكان الوقوعي ، ونفي الوقوع . وذهب صاحب الكفاية إلى إمكان المجتهد المطلق ووقوعه بمعنى من يقتدر على استنباط الجميع ، وقد أورد على كلام صاحب الفصول : بأنّ عدم التمكَّن من الترجيح في مسألة ، وتعيين حكمها ، والتردّد منهم في بعض المسائل إنّما هو بالنسبة إلى حكمها الواقعي ؛ لأجل عدم دليل مساعد في كلّ مسألة عليه ؛ أو عدم الظفر به بعد الفحص عنه بالمقدار اللازم ، لا لقلَّة الاطَّلاع ، أو قصور الباع ، وأمّا بالنسبة إلى حكمها الفعلي فلا تردّد لهم أصلًا ، ولا بأس بهذا الكلام . [2] ثمّ إنّ علماء أهل السنّة قائلون أيضاً بإمكان المجتهد المطلق ، كما يقول الشيخ الأكبر
[1] الفصول في علم الأُصول ، ج 2 ، ص 119 . [2] كفاية الأُصول ، ج 2 ، ص 423 .
47
نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 47