نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 45
الزمان نهار ، كما لا تجد نجمين يدلّ أحدهما على أنّ الزمان أوّل الليل ، والثاني على أنّ الزمان أخره . حجج أصحاب التخطئة منها : الحديث المستفيض الذي رواه الفريقان : الشيعة والسنّة عن رسول الله : « إنّ أُمّة موسى افترقت بعده على إحدى وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية ، وسبعون في النار وافترقت أُمّة عيسى بعده على اثنتين وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية وإحدى وسبعون في النار ، وإنّ أُمّتي ستفترق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية واثنتان وسبعون في النّار » [1] . وتقريب الاستدلال به : أنّ النبي خصّ النجاة بفرقة واحدة من فرق المسلمين ، فهي على الصواب ، وهم أصحاب الجنّة والنجاة ، والبقيّة على الخطأ ، ولو لم يكن حكم من الله تعالى بحسب الواقع لكان الكلّ على الصواب . ومنها : أنّ خطأ المجتهد في اجتهاده مورد لإجماع أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم تطهيراً ، وهم العترة الذين هم أحد الثقلين في النصّ المتواتر عنه . ومنها : إجماع الصحابة والتابعين على وقوع الخطأ في اجتهاد المجتهد ، فقد كان يخطَّئ بعضهم بعضاً في الأحكام الدينيّة ، وقد حكي ذلك عنهم متواتراً أو قريباً من التواتر ، وتكفيك الإشارة إلى قصّة من قصصهم رواها في كنز العمّال عن الموفّقيات الزبير بن بكَّار ، عن عبد الله بن مصعب قال : قال عمر بن الخطَّاب : لا تزيدوا في مهور النساء على أربعين أُوقية ، فمن زاد أُلقيت الزيادة في بيت المال ، فقالت امرأة : ما ذلك لك ، قال : ولم ؟ قالت : لأن الله يقول : * ( وآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً ) * [2] فقال عمر : امرأة