نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 291
إسم الكتاب : الإجتهاد والتقليد ( عدد الصفحات : 415)
تحت عنوان « ما به تعرف العدالة » . أقول : بعد أن ثبت وحده المراد من التفسيرين ، وأنّهما يشيران إلى معنى واحد ، فالقولان مشيران إلى طريق واحد للعدالة ، لا إلى الطريقين . هل العدالة نفس حسن الظاهر ؟ إنّ العدالة هل هي نفس حسن الظاهر ، أم حسن الظاهر طريق إليها ؟ الذي ينبغي أن يقال : إنّ صفات الإنسان الطبيعيّة على نوعين : أحدهما : ما يكون الاتّصاف به غير متوقّف على وجود الغير ، وعلى معرفته ، فيكون الإنسان متّصفاً به ، عرفه غيره أم لا ، وتكون الصفة أمراً ثبوتيّاً واقعيّاً ، وذلك مثل : الشجاعة والسخاوة ونظائرهما ، فإنّ الشجاع شجاع ولو لم يعرفه أحد ، وإنّ الكريم كريم ولو لم ير كرمه أحد . ومن المعلوم : أنّ العدالة من قبيل هذه الأوصاف . ثانيهما : ما يكون الاتّصاف به موقوفاً على وجود الغير ، فالصفة حقيقيّة إضافيّة ، وهي مثل : الشهرة والظهور والمعروفيّة . إنّ الرجل لا يوصف بالشهرة إلا بعد وجود غيره ، وإنّ الشيء لا يوصف بالظهور إلا بلحاظ غيره ، ومن المعلوم أنّ حسن الظاهر من هذا القبيل ، فتبيّن أنّ العدالة صفة للشخص باعتبار نفسه ، وحسن الظاهر صفة له باعتبار غيره ، والأُولى معنى اسمي ، والثانية معنى حرفي ، فلا يجوز اتّحادهما ، فإنّ كلا منهما من مقولة . ولو كانت العدالة نفس حسن الظاهر لزم أن يكون من يجتنب عن الذنوب ليس بعادل إذا كان لا يعرفه أحد بهذه الصفة ، وذلك خلاف المتبادر من التوصيف بالعدالة . ثمّ إنّ ظاهر اشتراط وصف الشاهد بالعدل في الكتاب والسنّة كون العدالة صفة واقعيّة ، كسائر الأوصاف المعتبرة في الموضوعات التي لها أحكام في الشرع ، فكيف تكون العدالة صرف عدم ظهور الفسق ، أو مجرّد ظهور الصلاح ؟ فإنّها صفة للشخص في مقام المعرفة ، وليست بصفة واقعيّة له .
291
نام کتاب : الإجتهاد والتقليد نویسنده : السيد رضا الصدر جلد : 1 صفحه : 291