responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اقتصادنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 35


فهناك في الواقع أخلاقية إسلامية تعيش بدرجة وأخرى داخل العالم الإسلامي ، وهناك أخلاقية الاقتصاد الأوروبي التي واكبت الحضارة الغربية الحديثة ونسبحت لها روحها العامة ومهدت لنجاحها على الصعيد الاقتصادي .
والأخلاقيتان تختلفان اختلافا جوهريا في الاتجاه والنظرة والتقييم ، وبقدر ما تصلح أخلاقية الإنسان الغربي الحديث لمناهج الاقتصاد الأوروبي ، تتعارض أخلاقية إنسان العالم الإسلامي معها ، وهي أخلاقية راسخة لا يمكن استئصال جذورها بمجرد تمييع العقيدة الدينية .
والتخطيط - أي تخطيط للمعركة ضد التخلف - كما يجب أن يدخل في حسابه مقاومة الطبيعة في البلد الذي يراد التخطيط له [ و ] درجة تمردها على عمليات الإنتاج ، كذلك يجب أن يدخل في حسابه مقاومة العنصر البشري ومدى انسجامه مع هذا المخطط أو ذاك .
إن الإنسان الأوروبي ينظر إلى الأرض دائما لا إلى السماء وحتى المسيحية - بوصفها الدين الذي آمن به هذا الإنسان مئات السنين - لم تستطع أن تتغلب على النزعة الأرضية في الإنسان الأوروبي ، بل بدلا عن أن ترفع نظره إلى السماء ، استطاع هو أن يستنزل إلى المسيحية من السماء إلى الأرض ويجسده في كائن أرضي .
وليست المحاولات العلمية للتفتيش عن نسب الإنسان في فصائل الحيوان وتفسير إنسانية على أساس التكييف الموضوعي من الأرض والبيئة التي يعيش فيها ، أو المحاولات العلمية لتفسير الصرح الإنساني كله على أساس القوى المنتجة التي تمثل [ في ] الأرض وما فيها من إمكانيات ، ليست هذه المحاولات إلا كمحاولة استنزال الإله إلى الأرض ، في مدلولها النفسي وارتباطها الأخلاقي بتلك النظرة العمقية ، في نفس الإنسان الأوروبي إلى الأرض ، وإن اختلفت تلك المحاولات في أساليبها وطابعها العلمي أو الأسطوري .
وهذه النظرة إلى الأرض أتاحت للإنسان الأوروبي ، أن ينشئ قيما للمادة والثروة والتملك تنسجم مع تلك النظرة .

35

نام کتاب : اقتصادنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست