responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسس النظام السياسي عند الإمامية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 242


يسقط فريضة الولاء السياسي لتلك الحاكميّة . فهذا الحديث من الشواهد البيّنة النبويّة أنّ جميع أئمة أهل البيت الإثنى عشر ( عليهم السلام ) لم تزل حاكميّتهم السياسية فعلية مفعّلة و إن اتخذت ألواناً و أشكالاً و أساليب مختلفة و أطواراً متعدّدة من الظهور و الخفاء و أنحاءً من العلن و الظلّ .
الثالث : الدليل العقلي و العقلائي و تقريره بوجوه :
1 . ما أشاراليه غير واحد من المتقدّمين في قاعدة اللطف أنّ مقتضاها هو تصرفه ( عليه السلام ) لإقامة الأود وردّ الزيغ و حفظ الأمّة عن الانحراف و الدين عن الضياع و لو بنحو غير ظاهر و قد ذكروا ذلك في بحث حجّية الإجماع بقاعدة اللطف فلا حظ عدّة الشيخ الطوسي و ذريعة السيّد المرتضى .
2 . ما تقرّر في العلوم الآكاديميّة في أدبيات النُظُم السياسية و الحكم من أنّ الخفاء و السرّية عنصر قوّة في التأثير و التدبير ، تعتمده الأنظمة العصرية جاعلة له البُنية الأساسية في هيكل الحكم و أذرعه ; حيث أنّ في الخفاء تنشط الأجهزة في كلّ الأصعدة مطلقة العنان في الحركة و التصرّف تشتدّ في النشاط و النفوذ و الوصول إلى كلّ المواقع بنحو أقوى و أيسر و أوسع ; فالخفاء عنصر قوّة لا عنصر ضعف و عامل في الحكمة و الحنكة في التدبير لا عامل انكسار و تقحقح و سبب للحضور و التواجد في كلّ الأصعدة و المراكز لا سبب انكفاء و تقعقع .
و هذه الحقيقة باتت أمراً حياتياً اساسياً في أدبيات علم الدولة و علوم الأمن و المراكز الإستراتيجية و به يتجلّى أنّ ما اعتقدته الإماميّة في الغيبة بمعنى الخفاء و السرّية للإمام و القائد الإلهى - لا بمعنى الزوال و الذهاب و الابتعاد - هذا المعنى الصحيح للغيبة هو من الرُّقى المتطورة الحضارية في إدارة شؤون النظام البشرى قد اعتنقته الإمامية قبل ما يزيد على إحدى عشر قرناً بل تظافرت به روايتهم قبل

242

نام کتاب : أسس النظام السياسي عند الإمامية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست