ثمّ إن القرقرة في البطن ورد في معتبر الأخبار ما ينافي حكمها [1] ( وهو ما رواه الفضيل بن يسار قال قلت لأبي جعفر عليه السلام ) [2] : أكون في الصلاة فأجد غمزاً في بطني ، أو أذى أو ضرباناً فقال : « انصرف ثم توضّأ فابنِ على ما مضى من صلاتك ، ما لم تنقض الصلاة بالكلام » الحديث [3] . وقد ذكرنا ما لا بد منه في موضعه ، وكان على الشيخ أن يذكره في مقام المعارضة . وكذلك ورد في حسنة زرارة أنّ : « القهقهة لا تنقض الوضوء وتنقض الصلاة » [4] . وأمّا الخبر الثاني : فحمله على التقية مع قوله فيه « إن استكرهت شيئاً » غير واضح ، إلَّا أن يكون موافقاً لهم في ذلك ؛ وذكر شيخنا المحقق سلَّمه الله في فوائده على الكتاب أنّ حمل الخبر الثاني على التنظيف أولى ، كما ينبّه عليه الاستكراه ، وربما حمل الأوّل على قهقهة وقيء تغيّب [5] عنه نفسه . انتهى . ولا يخفى عليك أنّ التنظيف في الرعاف والتخليل الذي يسيل منه الدم لا يخلو من خفاء ، والحمل المذكور للأول في غاية البعد ، وسيأتي من الشيخ ذكره في الباب الآتي ، وسنبيّن القول فيه .
[1] في « فض » و « رض » : الخبر ، بدل : حكمها . [2] ما بين القوسين ليس في « فض » . [3] الفقيه 1 : 240 / 1060 ، التهذيب 2 : 332 / 1370 ، الوسائل 7 : 235 أبواب قواطع الصلاة ب 1 ح 9 . [4] الكافي 3 : 364 / 6 ، التهذيب 2 : 324 / 1324 ، الوسائل 1 : 261 أبواب نواقض الوضوء ب 6 ح 4 . [5] في « رض » : تغيّر .