متوجهاً ، أمّا إذا لم يصرح بها [1] فيجوز أن يكون كلها مسنونات كما اتفق في حديث أنّ الأغسال سبعة عشر [2] ، إذ لم يذكر فيه الحيض والاستحاضة والنفاس ، فالجواب موقوف على ذلك ، وبدونه لا يليق ذكره . واحتجاج السيد بالأصل على طريقته واضح ، وردّه على طريقة غيره إذا قلنا : إنّ الأمر للوجوب شرعاً . حقّ ، أمّا لو قلنا بالاشتراك شرعاً بين الوجوب والندب فقد يشكل الاستدلال ببعضها ، والبعض الآخر الدال على لفظ الوجوب كمرسل أيوب بن نوح حاله غير خفيّ ، وما تضمن لفظ : « عليه الغسل » كخبر سهل لا اعتماد عليه ، فما حكم به الوالد قدس سره من وجوب غسل المسّ - [3] مع عدم قوله بأن الأمر للوجوب شرعا ، كما قرره في الأُصول - [4] لا يخلو من غرابة ، إلَّا أن في انضمام الأخبار بعضها إلى بعض ما يصلح وجهاً للاعتماد ، والله تعالى أعلم بالحال . [ الحديث 6 و 7 و 8 ] قال : فأمّا ما رواه الحسين بن سعيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « مس الميت عند موته وبعد غسله ، والقُبلة ليس به بأس » . عنه ، عن فضالة ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « إن رسول الله صلى الله عليه وآله قبّل عثمان بن مظعون بعد موته » . فالوجه في هذين الخبرين أن نحملهما على أن التقبيل إذا كان
[1] في « رض » : به . [2] المتقدم في ص 94 . [3] معالم الفقه : 280 . [4] معالم الأصول : 48 .