الرابع : حمل العلامة أعلى اللَّه مقامه هذه الرواية على ان المراد من استقبلت ، استقبلت السجدة لا الصلاة فإنه قدس سره من أهل الفن والنظر فحمله على ذلك يكشف عن الوهن فيها بل هو موهن لها لما مر من كونه قدس سره من أهل الفن والنظر كما لا يخفى . واما الجواب عن الروايتين العامتين فهو ان المراد من قوله عليه السّلام إذا سلمت الأوليان إلخ هو سلامة الركعتين الأوليين من الشك وكذا المراد من قوله عليه السّلام لا سهو اه هو الشك بقرينة كثرة استعماله فيه في الروايات . لكن يمكن الإجابة عن الجميع . اما الأول أعني حملها على الشك في عدد الركعات فلا وجه له أصلا لأن الجواب حينئذ لا يكون مرتبطا للسؤال إذ على هذا يكون السؤال عن ترك السجدة في إحدى الأوليين فالجواب لا بد أن يكون جوابا عنه وعلى طبقه لا جوابا عن شيء آخر أجنبي عنه وغير مرتبط به أعني الشك في عدد ركعات . واما الثاني فإن مجيء لفظ الصلاة في نسخة وعدمه في مورد آخر مرجعه اما إلى الشك في الزيادة والنقيصة فمن المعلوم انه إذا دار الأمر بينهما فجانب الزيادة هو المقدم [1] . واما الثالث فان المطلقات المفروضة وان كانت في غاية الكثرة الا انه يصح تقييدها برواية صالحة له وان كانت واحدة كما في غير هذا المقام أيضا كذلك . واما الرابع فان كون المراد من قوله استقبلت استقبال السجدة خلاف الظاهر جدا فان الظاهر منه إذا أطلق مجردا عن ذكر متعلقة هو استقبال الصلاة واستينافها دون السجدة . واما الجواب عن معارضة رواية البزنطي برواية محمد بن منصور : سئلته عن الذي ينسى السجدة الثانية من الركعة الثانية أو شك فيها فقال إذا خفت ان لا تكون وضعت جبهتك الإمرة واحدة فإذا سلمت سجدت سجدة واحدة وتضع جبهتك مرة
[1] لأن الزيادة على خلاف الفطرة بخلاف النقيصة فإنها الغالب على طبع الإنسان .